الناس كافة ، من العرب وغيرهم ، فاذا استعملتها العرب ، لا يكون استعمالهم اياها مخرجا لها من القبيح ، بل يعاب مستعملها ، ويغلظ له التنكير حيث استعملها.
وقال في موضع آخر : اعلم : ان الألفاظ تجري من السمع مجرى الأشخاص من البصر ، فالألفاظ الجزلة ، تتخيل في السمع كاشخاص عليها مهابة ووقار ، والألفاظ الرقيقة ، تتخيل كاشخاص ذي دماثة ولين اخلاق ، ولطافة مزاج.
ولهذا ترى : الفاظ ـ ابي تمام ـ كأنها رجال قد ركبوا خيولهم واستلأموا سلاحهم ، وتأهبوا للطراد ، وترى ألفاظ البحترى كأنها نساء حسان ، عليهن غلائل مصبغات ، وقد تحلين باصناف الحلى.
ومثال الكراهة في السمع : (نحو الجرشى ـ في قول ابي الطيب ـ) احمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي المتنبى قيل : انما قيل له «المتنبي» لأنه ادعى النبوة في بادية سماوة ، وتبعه خلق كثير من بنى كلب وغيرهم ، فخرج اليهم «لؤلؤ» امير حمير ، نائب كافور الاخشيدى ، فاسره وتفرق اصحابه ، وحبسه طويلا ثم استتابه واطلقه ، وله تاريخ مملوء بالحوادث الغريبة ، فمن اراد الاطلاع عليه ، فعليه مراجعة الكتب المعدة لذلك ، قيل : قتل هو وابنه وغلامه ، بالقرب من النعمانية.
(فى مدح سيف الدولة «ابي الحسن» علي) بن عبد الله بن حمدان (مبارك الاسم اغر اللقب كريم الجرشى ، اي : النفس) ، اي : الشخص والذات ، (شريف النسب ، فالاسم مبارك ، لموافقة اسمه اسم امير المؤمنين علي) بن أبي طالب (ع) ، قيل : لأشعاره بالعلو ، وقيل : لا بعد ان تجعل البركة لموافقة اسمه اسم الله تعالى ، فتأمل.