فعجب الناس من حلمها ، وفصاحتها ، وفهمها.
ولا ساءة الأدب والاحتراز عنه في الكلام ـ ايضا ـ حكايات كثيرة تركنا ذكرها لما تقدم.
واحسن الابتداء : ما ناسب المقصود بأن يكون في ابتداء الكلام اشارة الى ما سيق الكلام لأجله ، ليكون الابتداء مشعرا بالمقصود ، والانتهاء ناظرا الى الابتداء ، ويسمى هذا : «براعة الاستهلال» كقول ابي الفرج الساوى ـ في مرثية فخر الدولة ـ :
هى الدنيا تقول بملأ فيها |
|
حذار حذار من بطشى وقتلى |
ومنه ما يشار في ابتداء الكتب : الى الفن المصنف فيه ، كقول الشيخ البهائي ـ في اول الصمدية ـ : احسن كلمة يبتدء بها الكلام ، وخير خبر يختتم به المرام ، حمدك اللهم على جزيل الانعام ، والصلاة والسّلام على سيدنا محمد وآله البررة الكرام ، سيما ابن عمه علي الذي نصبه علما للاسلام ، ورفعه لكسر الأصنام ، جازم اعناق النواصب اللئام ، وواضع علم النحو لحفظ الكلام.
فأشار الى جميع ابواب النحو ، ومدونه ، وغايته ، مع اشارة اجمالية الى فضائل ، المدون بأوجز عبارة واخصر كلام ، مطابقا لمقتضى المقام.
وهذا ظاهر : لمن كان من اهل الذوق وذوي الأفهام.
وثانيها : اي : ثانى المواضع الثلاثة ، التي ينبغي للمتكلم ان يتأنق فيها التخلص ، أي : الخروج مما ابتدأ به الكلام : من وصف جمال او غيره ، كالأدب ، والافتخار ، والشكاية ، وغير ذلك : الى المقصود