ومثال المختلفين قولهم : كساء وخطايا (١). والأصل : كساو ، وخطاءا. قلبت الواو همزة فى المثال الأول ، وقلبت الهمزة ياء فى المثال الثانى ؛ طبقا لقواعد عامة مضبوطة ـ فى الأغلب ـ تختص بهذا النوع ، ومن الممكن أن يعتمد عليها من يريد إجراءه ، وكذلك من يريد الاهتداء إلى نوع الحرف الذى اختفى ، وحل غيره محله ، وهذا النوع من الإبدال قياسىّ مطرد ، وموضع ضوابطه وقواعده هذا الباب أيضا.
وهناك أنواع أخرى من الإبدال توصف بأنها نادرة ، أو لهجات قليلة لبعض العرب ، أو مهجورة ... أو غير هذا مما لا يعنينا هنا ، فالذى يعنينا هو : الإبدال الشائع ، أى : المطرد ، الواجب إجراؤه بين حروف معينة ، وهو القياسى الذى يخضع للضوابط والقواعد العامة ، ويسمونه اصطلاحا : «الإبدال الصرفى الشائع» ، أو : «الضرورى ، أو : اللازم» ، أى : الذى لا بد من إجرائه متى تحققت ضوابطه وشروطه. ويكتفون بتسميته : «الإبدال» لأنه المقصود وحده عند الإطلاق ؛ بسبب قياسيته ، واطراده ؛ ووجوب إجرائه. فمتى ذكر اسمه من غير تقييد كان هو المراد ، وكان فى ذكره غنى عن ذكر : «القلب».
٤ ـ العوض ، أو : التعويض ، ومعناه : حذف حرف ، والاستغناء عنه بحرف آخر من غير تقيد فى أحدهما بحرف معين ، ولا اشتراط أن يحل العوض فى المكان الذى خلا بحذف الأصيل ؛ فقد يكون فى موضعه ؛ كزيادة الياء قبل الآخر فى تصغير : «فرزدق» عوضا عن الدال ، حيث يقال : فريزيق ـ جوازا ـ ومثل : عدة ، وأصلها : وعد ؛ حذفت الواو من الأول وجاءت تاء التأنيث فى آخر الكلمة عوضا عنها. ومثل : اسم ، وأصلها سمو (٢) : حذفت الواو من آخر الكلمة ، وجاءت همزة الوصل عوضا منها فى أولها ... وهكذا.
والمعول عليه فى معرفة العوض والمعوّض عنه هو المراجع اللغوية المشملة على الألفاظ التى وقع فيها التعويض السماعى الوارد عن العرب ؛ إذ ليس للتعويض قواعد مضبوطة تدلّ عليه.
__________________
(١) يجرى على هذه الكلمة ونظائرها عدة تغيرات ستجىء فى ص ٧٠٥.
(٢) بضم السين وكسرها.