زيادة وتفصيل :
يدور الجدل حول أصل هاتين الكلمتين ، ولو لا ما له من أثر يساعد عند الرجوع إلى مادتهما اللغوية فى المعاجم ، وعند التصغير ، والمشتقات ... ـ لأهملناه. وملخصه :
أن فريقا من النحاة يرى أصل : «فل» و «فلة» هو «فلان» و «فلانة» وأنهما فى النداء ـ كأصلهما ـ كنايتان عن علم شخص لرجل معيّن ، كعلىّ ... وامرأة معينة ؛ كزينب ... ، حذفت من آخرهما الألف والنون ، للترخيم (١) ـ برغم أن قواعده لا تسمح بهذا الحذف الكثير دفعة واحدة ـ وأن الألف والتاء زائدتان. وأما النون فأصلية ؛ لأن مادة فعلهما الماضى هى : «فلن» وعند التّصغير ـ إذا سمى بهما ـ يقال فيهما «فلين» و «فلينة» ، وأنهما يختلفان فى الاستعمال عن أصلهما الخالى من الحذف ، فلا يستعملان إلا فى النداء ، أما أصلهما فيكون منادى وغير منادى.
ويوافق آخرون على هذا الرأى ، إلا أنهم يعتبرون حذف تلك الحروف للتخفيف ، لا للترخيم ، وإلا وجب أن يقال فى المذكر «فلا» وفى المؤنث «فلان» طبقا لقواعده (٢).
ويخالفهما كثير من البصريين ؛ فيرى أنهما كلمتان مستقلتان ، وليستا اختصار «فلان» و «فلانة» ـ كما يرى أنهما مختومتان بياء أصليّة ، حذفت تخفيفا ؛ كحذفها من كلمة «يد» ، فأصلهما : «فلى» و «فلية (٣)» وتصغيرهما «فلىّ وفليّة» ومادة ماضيهما «فلى» وأن كلا منهما عند النداء نكرة مقصودة بالمناداة
__________________
(١) سيأتى بابه فى ص ٩٩.
(٢) وهذه القواعد تقضى بألا يحذف فى الترخيم مع الآخر ما قبله من حرف مد زائد إلا إذا كان المرخم خماسيا فصاعدا. وكلمة : «فلان» أربعة أحرف فقط ، فترخيمها هو : «يا فلا». كما تقضى تلك القواعد ألا يقال فى التأنيث : «يا فلة» ، وإنما يقال : يا فلان ـ راجع الصبان فى هذا الموضع ، وكذلك ص ١٠١ الآتية ، وما بعدها ـ
(٣) وإذا حذفت الياء وجب تحريك اللام التى قبلها بالفتحة ؛ لأن الفتحة هى التى تناسب تاء التأنيث.