المسألة ١٣٢
الأسماء التى لا تكون إلا منادى
من الألفاظ ما لا يستعمل إلا منادى ؛ فلا يكون مبتدأ ، ولا خبرا ، ولا اسما أو خبرا لناسخ ، ولا شيئا آخر غير المنادى (١). وأشهر هذه الأسماء ما يأتى :
١ ـ «أبت ، وأمّت» بشرط وجود تاء التأنيث فى آخرهما على الوجه الذى فصلناه (٢) ـ ووجودها يحتم أن يكون كل منهما منادى ، ولا يصح استعمالهما فى شىء آخر معها ـ نحو : يا أبت ، إنى لك مطيع ، ويا أمّت إنى بك بارّ. أى : يا أبى ... يا أمى.
٢ ـ «اللهم» ، المختومة بالميم المشددة (٣) ، نحو : اللهم لا سعادة إلا فيما يرضيك ، ولا شقاء إلا فيما يغضبك.
٣ ـ «فل» (بضم الفاء واللام معا) ؛ وهى عند النداء كناية عن مفرد معين من جنس الإنسان. و «فلة» ، (بضم الأول وفتح الثانى) وهى عند النداء كناية عن مفردة معينة من جنس الإنسان كذلك ؛ نحو : يا فل ، عمل المرء عنوان نفسه ، ودليل عقله ـ يا فلة ، القصد يمن ، وخير الكلام أصدقه. فالمنادى : (فل ، وفلة) مبنى على الضم دائما فى محل نصب.
ولا يعنينا أن يكون سبب التعيين هنا فى الكناية ما يقوله بعض النحاة من أنها علم على إنسان ، كسائر الأعلام الشخصية (مثل : محمد ... وفاطمة ...) أو : ما يقوله بعض آخر : إن سببه طارئ بالمناداة والقصد ، وأنها نكرة مقصودة ، مثل : يا رجل ؛ لمعيّن ، أو : يا فتاة ؛ لمعينة ، وقد عرّفت النّكرة بالنداء والإقبال ... ـ لا يعنينا شىء من هذا كله ؛ لأن نتيجة الرأيين واحدة ؛ هى بناء
__________________
(١) ومن الأسماء ما لا يصلح أن يكون منادى ؛ كالاسم المضاف لضمير المخاطب ؛ نحو : يا صديقك ، وكضمائر غير المخاطب. (أما ضمير المخاطب ففريق يجيز نداءه ؛ طبقا لما سلف فى ص ٣) وكاسم الإشارة المتصل بكاف الخطاب ـ للسبب الذى فى رقم ١ من هامش ص ٤ ـ فلا يقال : يا ذاك ... وكالاسم المبدوء «بأل» فى غير المواضع المستثناة التى سبق ذكرها فى ص ٣٥ ؛ فلا يقال : يا المكافح ستدرك مأربك ...
(٢) فى ص ٦٠ وما بعدها.
(٣) فى ص ٣٥ وهامشها الكلام على معانيها المختلفة ، وطريقة إعرابها.