فإذا قصد تكسير مكسّر نظر إلى ما يشاكله من الآحاد (أى : المفردات) فيكسر بمثل تكسيره. والمراد بما يشاكله : ما يكون مثله فى عدد الحروف ، ومقابلة المتحرك منها بالمتحرك فى الآخر ، والساكن بالساكن من غير اعتبار لنوع الحركة فقد تختلف فيهما ؛ فيكون أحدهما متحركا بالفتحة وفى الآخر بالضمة أو بالكسرة. فالمهم ليس نوع الحركة فيهما ، وإنما المهم أن يكون كل من الحرف ونظيره فى الترتيب متحركا. وأن الساكن يقابله فى الترتيب ساكن مثله. ـ كما سبق ـ عند الكلام على : «فعالل» وشبهه (١) فيقال فى أعين أعاين ـ وفى أسلحة : أسالح ـ وفى أقوال أقاويل. تشبيها بأسود وأساود ، وأجردة (٢) وأجارد ـ وإعصار وأعاصير. وقاموا فى مصران (٣) وغربان : مصارين وغرابين ، تشبيها لها بسلاطين وسراحين (٤).
ولا يجمع جمع تكسير ما كان من الجموع على زنة : مفاعل ، أو مفاعيل ، أو فعلة (بفتحات) ، أو فعلة ، (بضم ففتح) ، والمراد بالزنة هنا : المماثلة والمشاكلة على الوجه السالف. والسبب فى عدم جمعها للتكسير عدم وجود نظير لها فى الآحاد (أى : المفردات) لتحمل عليه عند جمعها. ولكن قد تجمع جمع تصحيح للمذكر أو للمؤنث على حسب المعنى ؛ كقولهم : نواكس (٥) ونواكسون ، وأيامن (٦) وأيامنون ، وصواحب وصواحبات ، وحدائد وحدائدات (٧) ...
هذا ، وجمع الجمع لا يطلق ـ اصطلاحا ـ على أقل من عشرة (٨) ، كما أن جمع
المفرد لا يطلق اصطلاحا على أقل من ثلاثة ، إلا مجازا.
* * *
__________________
ـ وأعطيات ـ صواحب وصواحبات ـ دور ودورات ـ طرق وطرقات .. و ... ثم عرض بعد ذلك لما جاء فى الضرورة وساق أمثلة منه.
(١) فى رقم ٣ من ص ٦١٢. وفى رقم ٤ من هامش ٦١٨.
(٢) قال الصبان : لم أقف على ما يدل على أن : (أجردة ، مفرد ، وإنما الظاهر أنه جمع جراد أو جريد) هذا كلامه. ومقتضاه أن : «أجردة» التى هى جمع تكسير عنده هى فى الوقت نفسه عند غيره مفرد جمعوه على : «الأجارد» للتكسير.
(٣) مفرده : مصير.
(٤) مفرده : سرحان (من معانيه : الذئب).
(٥) مفرده : ناكس ، بمعنى مطأطىء الرأس.
(٦) مفرده : أيمن ، بمعنى : مبارك.
(٧) مفرده : حدائد. الذى مفرده : حديد ، للمعدن المعروف.
(٨) قال الصبان فى آخر هذا الباب ، ناقلا عن شرح الشافية ما نصه : «(اعلم أن جمع الجمع لا ينطلق على أقل من تسعة ، كما أن جمع المفرد لا ينطلق على أقل من ثلاثة ، إلا مجازا)». ا ه. لكن ـ