وحكم هذا الثلاثى المزيد عند جمعه على : «شبه فعالل» ما يأتى :
(ا) إن كانت زيادته حرفا واحدا فالواجب إبقاؤه عند الجمع مطلقا ، (أى : سواء أكان الزائد حرف علة ، أم غير علة ، وسواء أكان فى الأول أم فى غيره ، وللإلحاق أم لغير الإلحاق) ، نحو : (أكرم وأكارم ـ معبد ومعابد) ـ (جوهر وجواهر ـ صيرف وصيارف) ـ (وعلقى (١) وعلاق (٢)) ...
(ب) إن كانت زيادته حرفين فالواجب حذف أحدهما ؛ وهو الضعيف ، وترك القوى (٣) ؛ نحو : منطلق ومطالق ، ومغترف ، ومغارف ؛ ولا يقال : نطالق ، ولا غتارف ؛ لأن الميم تمتاز بمزايا لفظية ومعنوية (٤) لا توجد فى النون والتاء.
ومثل ؛ مصطفى ومحتفظ ، فيقال فى جمعهما : مصاف ومحافظ ؛ بحذف «تاء (٥) الافتعال» ، دون الميم (٦) التى لها المزايا ...
ومثل : ألندد ، ويلندد ؛؟ (ومعناهما : ألدّ ، أى : شديد
__________________
(١) اسم نبت.
(٢) زيادة الواو ، والياء ، وكذلك الألف (المكتوبة ياء) فى علقى ـ هى للإلحاق. أما الزيادة فى : أكرم وأكارم فليست له.
(٣) يراد بالقوى هنا : ما يسمونه : «الفاضل». وهو : ما له مزية ليست للآخر. وتتحقق المزية فى أمور ؛ منها :
تقدم الحرف فى مكانه من الكلمة ـ وتحركه ـ ودلالته على معنى ـ ومقابلته لحرف أصلى ؛ بأن يكون حرفا للإلحاق ـ والوقوع فى موقع يدل فيه بعض الحروف الزائدة على معنى ، كما سيأتى مثاله فى منطلق ، وما بعدها ـ وأن يكون فى أصله حرف زيادة من أحرف (سألتمونيها ..) ، ولكنه خرج عنها وصار حرفا آخر لداع لغوى ؛ كأن ينقلب دالا ، أو طاء ، أو غيرهما من حروف ليست للزيادة ـ وألا يؤدى وجوده إلى صيغة غير موجودة ـ وأن يؤدى حذفه إلى حذف الآخر الذى يساويه فى جواز الحذف ـ وأن يكون مختصا بالاسم. وقد رد صاحب التسهيل الأسباب السالفة كلها إلى ثلاثة فقط ؛ هى المزية المعنوية ، والمزية اللفظية ، وأن يغنى حذفه عن حذف غيره.
(٤) فالمزية المعنوية أن الميم تدل على معنى خاص بالأسماء وهو دلالتها على اسم الفاعل هنا ـ وعلى اسم المفعول أحيانا ، واللفظية أنها أسبق مكانا منهما ، وأنها متحركة دون النون ، وأنها مختصة بالاسم.
(٥) قلبت طاء فى مصطفى. (وستجىء أحكامها فى باب القلب ـ ٦٩٥ و ٧٢٩).
(٦) انظر الحكم الثانى من الأحكام العامة الآتية (فى ص ٦٢٠) ففيه تكملة الحكم السالف. وبهذه المناسبة نعرض لصحة جمع : «مفعول» على : «مفاعيل» قياسا مطردا.
قال ابن هشام فى شرحه لقصيدة : «بانت سعاد» ما معناه : إنه لا يجوز جمع نحو : مضروب جمع تكسير. وقد ورد من ذلك ألفاظ قليلة مجموعة شذوذا. ومثل مضروب فى منع تكسيره : مختار ـ