والضوابط ، أما من يعرفها فله أن يصل من طريق معرفته إلى ما يريد من جموع التكسير المطردة فى تلك المفردات. ولا تمنعه معرفته أن يرجع ـ إذا شاء ـ إلى المظان اللغوية ، ليستخدم ما تنص عليه من جموع أخرى مسموعة للمفردات التى معه ؛ أى : أنه حرّ فى استعمال جمع التكسير القياسى أو السماعى ، من غير أن يفرض عليه الاقتصار على السماعىّ وحده ، وإلا كانت الضوابط المطردة والقواعد العامة المستنبطة من الكلام العربىّ الشائع ـ عبثا لا جدوى منه (١) ...
وفيما يلى الأوزان المطردة ـ أى : القياسية ـ لجمع التكسير بقسميه : «جمع القلة وجمع الكثرة» ، والأوصاف الواجب تحققها فى المفرد المراد جمعه على إحدى الصيغ ، مع الإشارة إلى أن كل صيغة من هذه الصيغ المطردة قد تزاحمها صيغ كثيرة مسموعة ، مرجعها اللغة وحدها.
* * *
__________________
(١) للمجمع اللغوى القاهرى قرار حاسم ، أصدره بعد دراسة وافية ، وهو يقطع بأن «المطرد» ، و «القياس» بمعنى واحد ؛ (كما جاء فى الصفحة الخامسة والخمسين من محاضر جلسات الدور الرابع لانعقاده : وهى الجلسة الرابعة صباح الثلاثاء ١٩ من يناير سنة ١٩٣٧ ، وكما ورد أيضا فى الصفحة الأولى من الجزء الرابع من مجلة المجمع) ونص القرار :
«(يرى المجمع أن الكلمات التى يستعملها قدامى النحويين والصرفيين ؛ وهى : القياس : والأصل ، والمطرد ، والغالب ، والأكثر ، والكثير ، والباب ، والقاعدة ... ألفاظ متساوية الدلالة على ما ينقاس. وأن استعمال كلمة منها فى كتبهم يسوغ للمحدثين من المؤلفين وغيرهم قياس ما لم يسمع على ما سمع ، وأن المقيس على كلام العرب هو من كلام العرب). ا ه.
والمراد من تسجيل هذا القرار هنا ومن الإيضاح الذى ذكرته قبله ، إزالة كل غموض عن قياسية الجموع المطردة ، ومحو كل وهم تردد أو يتردد على خاطر بعض القدامى والمحدثين بهذا الشأن.
وهناك أسباب أخرى قوية تزيل الشك أو الوهم عن قياسيته ؛ هى الأسباب العامة التى أشرنا إليها فى مواضع متفرقة من الأجزاء الأربعة فى الرد على من يتشككون فى قياسية بعض المسائل. كالذى سجلناه فى الجزء الثالث عند الكلام على : «أبنية المصادر القياسية» (ص ١٤٤ م ٩٨). ومن تلك الأسباب آراء العالم العبقرى ابن جنى التى يرجع إليها المجمع اللغوى فى كثير من بحوثه ، ويستشهد بفصله الرائع الذى عنوانه : (باب فى اللغة المأخوذة قياسا) والذى نقلناه كاملا مستقلا ختمنا به الجزء الثانى. وقد سجلته مجلة المجمع فى عددها الأول ، كما سجلته محاضر جلساته مرة أخرى فى الصفحة الخامسة والأربعين من محاضر جلسات الدور الرابع للانعقاد ، وكذلك آراء العالم الذكى : «الفراء» الذى ورد عنه فى محاضر جلسات المجمع اللغوى (دور الانعقاد الرابع ص ١٠٨): (أنه إمام الكوفيين ، ووارث علم الكسائى ، ولا تثريب علينا إذا أخذنا بمذهبه). وكذلك الزمخشرى ، وغيرهم من الأئمة الذين سردنا آراءهم الجليلة.