المسألة ١٧٠ :
المقصور والممدود (١)
(ا) المقصور هو : الاسم المعرب الذى آخره ألف لازمة (٢) ؛ مثل : الهدى ـ الهوى ـ المولى ـ فى قول أحد الزهاد : كلما جنحت نفسى إلى الهوى تذكرت غضب المولى ؛ فيرجعنى التذكّر إلى الهدى.
فليس من المقصور الأفعال المختومة بالألف ، مثل : دعا ـ ارتضى ـ يخشى ... ولا الحروف المختومة بالألف ؛ مثل : لا ـ إلى ـ على ، ... ولا الأسماء المبنية المختومة بألف ؛ مثل : إذا ، أو : ما الموصولة ، ونحوهما. ولا الأسماء المعربة المختومة بحرف علة غير الألف ؛ مثل ـ (الداعى ، الهادى) ـ (أدكو ، طوكيو) ... ولا المثنى فى حالة رفعه ، ولا الأسماء الستة فى حالة نصبها ، لأن الألف فى هاتين الحالتين غير ثابتة ، إذ ألف المثنى لا توجد فى حالة نصبه أو جره ، وألف الأسماء الستة لا توجد فى حالة رفعها أو جرها.
وحكم المقصور الإعراب بالحركات المقدرة على آخره فى جميع حالاته. وإذا جاء بعد ألفه تاء التأنيث ـ نحو : فتاة ، مباراة ـ زال عنه اسمه وحكمه ، وصار الإعراب على هذه التاء (٣). وقد سبق إيضاح هذا كله ، وبيان كثير من تفصيلاته (٤).
__________________
(١) هما من أقسام الاسم المعتل الآخر. والنحاة لا يطلقونهما على اسم إلا إذا كان معربا. أما اللغويون والقراء ، فلا يتقيدون ، فيطلقونهما على الاسم ، سواء أكان معربا أم مبنيا ، فيقولون : فى «أولاء» اسم إشارة : إنه ممدود ، وفى : «أولى» اسم إشارة أيضا إنه رمقصو. مع أنهما مبنيان.
وبقى قسم ثالث ، هو الاسم المعتل الآخر بالواو (وسيجىء الكلام عليه وبيان حكمه فى هامش ص ٥٦٧) ومما يتصل بالأقسام السابقة ويزيدها بيانا وتوفية ما سبق عنها فى الجزء الأول (م ١٦ ص ١٦٩ ، ورقم ٤ من هامش ص ٢٩١ م ٢٤ ، ورقم ١ من هامش ص ٣١٠ م ٢٦).
(٢) أى : لا تفارقه. وإذا فارقته أحيانا لعلة صرفية طارئة ـ مثل التقاء الساكنين ـ لم تعتبر المفارقة حقيقية (انظر رقم ٤ من هامش ص ٥٥٩).
(٣) لأنه يشترط فى المقصور أن يكون مختوما بألف لازمة تجرى عليها علامات الإعراب مقدرة. وهذا الشرط الأساسى لا يتحقق إذا جاءت تاء التأنيث بعد ألفه ، كما فى المثالين السالفين (فتاة ـ مباراة ..) ـ ونظائرهما ـ ؛ إذ تصير الألف حشوا (أى : غير متطرفة) وتصير علامات الإعراب ظاهرة على تاء التأنيث وحدها ؛ لأنها الحرف الأخير. وتظل الألف قبلها ثابتة معها فى حالة التثنية ، فلا تنقلب شيئا ، ولا تجرى عليها علامات الإعراب ، ـ كما قلنا ـ وتثبت التاء أيضا فى حالة التثنية ، كى تدل على التأنيث ، وتليها علامتا إعراب المثنى ، فيقال فتاتان ـ فتاتين ـ مباراتان ـ مباراتين ... وهكذا.
(٤) ج ١ ص ١٢٢ م ١٥.