العلم : يا صلاح صلاح الدين الأيوبىّ ، ما أطيب سيرتك!! وقول الشاعر :
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا |
|
ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف |
أجيبا إلى داعى الهدى وتمنّيا |
|
على الله فى الفردوس منية عارف |
ومثال اسم الجنس المكرر : يا غلام غلام القوم كن أمينا على أسرارهم. ومثال المشتق المكرر : يا راصد راصد النجوم ، ماذا رأيت من عجائب الكون ...؟
وحكم المنادى فى مثل هذا الأسلوب جواز النصب ، والبناء على الضم. وحكم التابع وجوب النصب فى الحالتين ؛ طبقا للبيان التالى :
١ ـ ففى حالة نصب الأول ـ المنادى ـ يكون السبب راجعا إما : لاعتبار هذا المنادى مضافا للمضاف إليه المذكور فى الكلام ، والاسم الثانى المكرر مقحما (١) بين المتضايفين (ويعرب توكيدا لفظيّا للأول ، أو مهملا زائدا) ... وإما : لاعتباره ، مضافا إلى محذوف يماثل المذكور ؛ وأصل الكلام : يا صلاح الدين صلاح الدين بإضافتين فى الأسلوب الواحد ، ويكون الاسم الثانى منصوبا على هذا الرأى ـ توكيدا لفظيّا (٢) أو : بدلا ، أو : عطف بيان ، أو : مفعولا به لفعل محذوف ، أو : منادى بحرف «يا» المحذوف (٣). ومع جواز هذه الخمسة يحسن اختيار الأنسب منها للسياق ، والأوضح فى أداء الغرض.
__________________
(١) أى : متوسطا بين شيئين متلازمين ؛ وتوسطه بينهما ـ كما سيذكر ـ إما لأنه توكيد لفظى للأول ، أو : لأنه زائد فى رأى قوى يبيح زيادة الأسماء زيادة مطلقة لا توصف فيها بإعراب ولا بناء ـ ـ تبعا للبيان الذى فى رقم ٢ من هامش الصفحة التالية ـ والأول أحسن ؛ إذ لا خلاف فى صحته.
(٢) لا يقال : كيف يعرب توكيدا لفظيا مع اتصاله بما لم يتصل به الأول ، ومع اختلاف نوع التعريف بينهما ، إذ تعريف الأول بالعلمية أو بالنداء ـ على خلاف فى ذلك ـ سبق تفصيله فى رقم ٦ من هامش ص ٩ ـ وتعريف الثانى بالإضافة ؛ لأنه لا يضاف إلا بعد تجرده من العلمية؟
لا يقال ذلك ، لأنه يكفى فى التوكيد اللفظى ظاهر التعريف وإن اختلفت جهته ، أو اتصل به شىء (كما سبق فى باب التوكيد ح ٣ ص ٣٨٨ م ١٦).
(٣) ويجوز اعتبار الاسمين المذكورين بعد المنادى ، مركبين كتركيب الأعداد : ثلاثة عشر ـ أربعة عشر ، وأخواتهما ؛ فيكون المنادى مجموعهما مضافا إلى ما بعد الثانى ، وهذا المضاف منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها حركة البناء الأصلى (وهى حركة فتح الجزأين) فالفتحة التى على آخر الثانى هي فتحة البناء الأصلى ، وليست فتحة الإعراب الآتية للنداء. أما الفتحة التى على آخر الاسم الأول فلا شأن لها بإعراب أو بناء ، لأنها حركة هجائية لضبط بنية الحرف الهجائى التى هى فوقه.