٣ ـ ويجوز رفع التابع ونصبه فى المفرد من نعت ، أو عطف بيان ، أو توكيد ، وكذلك فى النعت المضاف المقرون بأل (١) ، وفى عطف النسق المقرون «بأل» ؛ نحو : يا معاوية الحليم ؛ بلغت بالحلم المدى. أو الواسع الحلم بنصب كلمتى : الحليم ، و «الواسع» مراعاة لمحل المنادى ، وبضمهما مراعاة صورية شكلية للحركة اللفظية الظاهرة فى المنادى من غير أن يتأثر النعت ببناء المنادى ؛ فالمنادى مبنى على الضم ، أما النعت فمعرب شكلا ، ولكن الحركة التى على آخره حركة عرضيّة ، لا تدل على إعراب أو بناء ؛ ولهذا يجب تنوين التابع إذا خلا مما يعارض التنوين كأل والإضافة ، «كما سبق (٢)» فقد أريد منها أن تشابه حركة المنعوت فى الصورة اللفظية المحضة. ويقال فى إعراب النعت ما أشرنا به ، وهو : أنه منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها الضمة التى جاءت للإتباع والمشاكلة بين حركة النعت ومتبوعه المنادى (٣). ومن التسامح فى التعبير أن يقال فى هذا التابع إنه مرفوع.
ومثل : يا أحمد المتنبئ قتلك غرورك. برفع «المتنبئ» أو نصبه على التوجيه السالف. ومثل : أنتم ذخيرة الوطن يا طلاب أجمعون ، أو أجمعين ، برفع كلمة : أجمعون ، أو نصبها ، ومثل : يا محزون والمكروب ، إن حمل الهموم جنون ... وفى هذه الصورة الأخيرة. لا يصح اعتبار التابع كالمنادى المستقل عند من يرى ذلك ، ولا ملاحظة حرف نداء قبله ، إذ لا يجتمع ـ هنا حرف النداء و «أل» (٤) ...
٤ ـ ويعتبر التّابع كالمنادى المستقل عند فريق من النحاة دون فريق (٥) إذا كان بدلا ، أو كان عطف نسق خاليا من «أل» (٦) ؛ فيبنى كلّ منهما على الضمّ
__________________
(١) اقترانه «بأل» يقتضى أن تكون الإضافة غير محضة ؛ لأنها هى التى تجتمع و «أل». وتكاد تنحصر هذه الإضافة فى تابع واحد هو النعت ؛ لأن الغالب عليه الاشتقاق حيث تشيع تلك الإضافة. أما عطف البيان فالأغلب أن يكون جامدا ؛ فلا تجتمع فيه الإضافة و «أل». وأما التوكيد المعنوى فألفاظه معارف ـ كما سبق فى بابه ـ فلا تقترن «بأل» التى للتعريف. ومن المهم ملاحظة الفوارق بين هذا التابع الذى يجوز فيه الأمران ، والتابع الذى يجب نصبه ، وقد سبق فى (١) ص ٤٢
(٢) فى ص ٤٤.
(٣) يتضح الرفع الثورى بما فى رقم ٢ من هامش ص ٤٥ ـ ولا ينطبق الحكم السابق على نعت المنادى النكرة المقصودة إلا بشرط أن يكون طارئا بعد ندائها. أما النعت السابق على ندائها فيجعلها شبيها بالمضاف واجب النصب (كما سبق فى ص ٢٧) فيتعين نصب النعت.
(٤) انظر ما سبق متصلا بعطف النسق ص ٣٣.
(٥) سبق عرض الرأيين فى رقم ٤ من هامش ص ٤٠.
(٦) لأن المبدوء بأل لا ينادى إلا فى مواضع سبنت فى ص ٣٥.