«ملحوظة» : إذا توسط المضارع بين جملتى الشرط والجواب ، ولم يسبقه أحد أحرف العطف السالفة أعرب «بدلا» ، إن كان مجزوما ، وأعربت جملته «حالا» ـ فى الغالب ـ إن كان مرفوعا. فمثال الأول :
متى تأتنا ـ تلمم بنا فى ديارنا ـ |
|
تجد حطبا جزلا ، ونارا تأجّجا |
والثانى :
متى تأته ـ تعشو إلى ضوء ناره ـ |
|
تجد خير نار عندها خير موقد |
* * *
ما يختص بهما من ناحية حذفهما معا :
يصح حذف الجملتين معا ـ فى النثر والنظم ـ بشرط أن تقوم قرينة تدل عليهما. والأغلب عند حذفهما أن تكون أداة الشرط هى «إن» مثل قول الشاعر فى فتيات ينصحن أخرى اسمها : سلمى ـ برفض الزواج من رجل فقير معدم :
قالت بنات العمّ : يا سلمى وإنن |
|
كان فقيرا معدما؟ قالت : وإنن (١) |
التقدير : يا سلمى : أتتزوجينه وإن كان فقيرا معدما؟ قالت : وإنن ، أى : وإن كان فقيرا معدما أتزوجه ... ومن أمثلة حذفهما بعد أداة غير «إن» قوله عليه السّلام : من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا. التقدير : ومن لا يفعل فلا حسن منه. وكذا قول العرب : من يسلم عليك فسلم عليه ، ومن
__________________
ـ والفعل من بعد الجزا إن يقترن |
|
«بالفا» أو «الواو» بتثليث قمن |
(قمن ، أى : جدير). والمراد بالتثليث الأوجه الثلاثة التى ذكرناها باعتباراتها المختلفة ، ولم يذكر «ثم» فى رأى الكوفيّين. وانتقل إلى حكم هذا المضارع إذا توسط بين جملتى الشرط والجواب ؛ فقال :
وجزم او نصب لفعل إثر «فا» |
|
أو «واو» ان بالجملتين اكتنفا |
(إثر : بعد ـ اكتنف : أحيط) يريد : أن المضارع المسبوق بأحد هذين الحرفين يتعين نصبه أو جزمه إن اكتنفته الجملتان ، أى : أحاطت به جملتا الشرط والجواب. واقتصر على ما سبق دون بيان الشروط والأوجه والاعتبارات.
(١) الأصل : «وإن» ... زيد عليه نون ساكنة جاءت لضرورة الشعر. وتسمى هذه النون بتنوين الضرورة ، كما تسمى بالتنوين الغالى ؛ إما لغلوه ؛ أى : زيادته ، وإما لغلوه ، أى : نفاسته ؛ بسبب قلته ...