الإعراب المحلى فى توابعها ـ كما سلف وكما سيجىء هنا ـ. ولا يصح جزم الفعل.
٧ ـ جواز اقترانه ـ لداع بلاغىّ ـ بكلمة : «إذا» الجوابية ؛ لتفيده توكيدا وتقوية ، بشرط أن تكون أداة الجزم ، هى : «إن» ؛ نحو : إن تنصر أهل البغى إذا يصبك بغيهم(١).
٨ ـ وجوب اقتران الجواب «بالفاء» ـ أو «بإذا» الفجائية التى تخلفها فى بعض المواضع الآتية (٢) ـ إذا كان الجواب نوعا من الأنواع التى لا تصلح فعل شرط. وهذه «الفاء» زائدة للربط المحض الدال على التعليل (٣) ؛ وليست للعطف ولا لغيره (٤) ، ولا تفيد معنى إلا عقد الصلة ومجرد الربط المعنوى ، بين جملة الجواب وجملة الشرط ، كى لا تكون إحداهما مستقلة بمعناها عن الأخرى بعد زوال الجزم الذى كان يربط بينهما. وتعرب «الفاء» و «إذا» مع الجملة التى بعدهما فى محل جزم جوابا للشرط ، ولا يصح فى الجملة الفعلية بعدهما أن يكون الفعل وحده هو الجواب ، ولا أن يجزم كما تقدم. وأشهر هذه الأنواع ما يأتى (٥) :
الأول : الجملة الطلبية. وتشمل الأمر ، والنهى ، والدعاء ـ ولو بصيغة الخبر ـ
__________________
ـ فابتعادا عن هذا كله ، وفرارا من اللبس ـ يحسن الاقتصار على الرأى الثانى عند اقتران الجواب «بالفاء» أو «إذا» ، والاستغناء عن الخبر لوجود الجواب الذى يدل عليه.
(١) سبق إيضاح هذا فى ص ٢٩٧.
وقد ورد اقتران جوابها باللام فى كلام يحتج به ؛ هو قول الشاعر ابن عنمة من شعراء الأصمعيات ـ كما سيجىء فى ص ٤٣٣ ـ قال :
فإن يجزع عليه بنو أبيه |
|
لقد خدعوا ، وفاتهمو قليل |
كما اقترن جوابها باللام فى خطبة لأبى بكر رضى الله عنه ـ وردت فى الجزء الأول من كتاب زهر الآداب ، للحصرى ص ١٠ ـ جاء فيها : (يا معشر الأنصار إن شئتم أن تقولوا إنا آويناكم فى ظلالنا ، وشاطرناكم فى أموالنا ، ونصرناكم بأنفسنا ـ لقلتم ..) «إن» فى المثالين بمعنى «لو» وقد جاء فى كتاب : «شفاء الغليل» للخفاجى ـ ص ١٧٦ مادة «لو» ما نصه :
(إدخال اللام فى جواب «لو» ظاهر. وأما فى جواب «إن» فقيل إنه من خطأ المصنفين. وليس كذلك ، لأنها تخرج على أنها جواب «لو» مقدرة ، والتقدير فى قولهم : «وإلا لكان كذا ..» «فلو كان كذا لكان كذا» ترقيا من مرتبة الشك إلى الجزم.). ا ه.
ونرى أن هذا التعليل مرفوض ؛ لعدم توضيحه طريقة «التقدير» ومكانه ، والضابط الذى يحدده ، ولأن الأخذ به وحده يفتح باب الفساد والفوضى فى اللغة. وكان عليه أن يستدل بأمثلة مسموعة تؤيده ولم نره ولا غيره عرض أمثلة من فصيح الكلام تؤيد ذلك الأسلوب إلا ما نقلناه ـ وفيه الكفاية. ورأيى أن ذلك الأسلوب صحيح مع قلته ، ولكن الأفضل الاكتفاء بالأكثر ـ انظر ما يتصل بهذا فى رقم ٩ ص ٤٣٣ ـ.
(٢) هو النوع السابع الآتى فى ص ٤٣٢. وانظر معنى «إذا» فى رقم ٢ من هامش ص ٤٣٢.
(٣) راجع الهمع والصبان ـ فليست فاء السببية الجوابية التى ينصب بعدها المضارع «بأن» المضمرة وجوبا.
(٤) وستذكر أنواع أخرى فى «ج» من الزيادة والتفصيل ص ٤٣٦.