المسألة ١٣٠ :
أحكام تابع المنادى (١)
من المنادى ما يجب نصب لفظه ، ومنه ما يجب بناؤه على الضم ، ومنه ما يصلح للأمرين. وليس للمنادى حكم آخر فى حالة الاختيار ، إلا فى الاستغاثة ـ وما فى حكمها ـ عند جر المنادى باللام ، كما سنعرف فى بابها (٢).
(ا) فإن كان المنادى منصوب اللفظ وجوبا وتابعه نعت ، أو عطف بيان ، أو توكيد ـ وجب نصب التابع مطلقا (٣) ؛ مراعاة للفظ المتبوع ؛ نحو ، يا عربيّا مخلصا لا تغفل مآثر قومك ، وقول الشاعر :
أيا وطنى العزيز رعاك ربى |
|
وجنّبك المكاره والشرورا |
وقول الآخر :
يا ساريا فى دجى الأهواء معتسفا (٤) |
|
مآل أمرك للخسران والندم |
ومثل : أجيبوا داعى الله يا عربا أهل اللغة الواحدة ، والروابط الوثيقة. أو : يا عربا كلّكم أو كلّهم (٥) ... و ...
__________________
(١) أكثر النحاة من الخلاف المرهق والترفيع الشاق فى هذا الباب. وقد صفينا كل أحكامه وفروعه جهد الاستطاعة ، مع البسط الذى لا غنى عنه أحيانا. ، ثم ختمناه بملخص لا يتجاوز أسطرا ، فيه غنية للشادى ، ومن لا يريد بسطا. والتوابع أربعة معروفة ، (هى : النعت ، والعطف بنوعيه ، والتوكيد ، والبدل.) وسبق إيضاحها وتفصيل الكلام عليها فى آخر الجزء الثالث.
(٢) ص ٧٦.
(٣) أى : سواء أكان هذا التابع مقرونا بأل ، أم غير مقرون ـ على الراجح فيهما ـ مضافا ، أم غير مضاف.
(٤) يصح إعراب «معتسفا» نعتا ، أو حالا ؛ لوقوعها بعد نكرة موصوفة ؛ هى : ساريا.
(٥) الضمير المصاحب لتابع المنادى يصح أن يكون للغائب أو للمخاطب. وهذه قاعدة عامة ، تسرى على توابع المنادى المنصوب اللفظ وغير المنصوب ، إلا إذا كان التابع اسم إشارة ، فلا يصح أن يتصل بآخره علامة خطاب. وكذلك إن كان اسم موصول بالتفصيل الهام الآتى فى رقم ٢ من هامش ص ٤٨. وتطبيقا لهذه القاعدة العامة نقول : يا عربا كلكم أو كلهم ، أجيبوا داعى الله ـ يا هارون نفسك أو نفسه خذ بيد أخيك ـ يا هذا الذى قمت أو قام ؛ أسرع للصارخ.