أو غيرها مما ليس محضا من المعارف والنكرات ـ نحو : كرّم عالما نابغا يعتزم الرحيل.
٤ ـ رفعه على اعتبار الجملة المضارعية صالحة «للحال ، والوصف ، والاستئناف» مع عدم وجود قرينة تعينها لواحد دون الآخر ؛ كقوله تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها ،) فيصح فى الجملة المضارعية : «تطهّرهم» الأمور الثلاثة (١) ... وهكذا (٢) ...
(ح) وعند فقد الشرط الثالث (٣) ـ لا يصح الجزم ؛ ففى مثل : لا تقترب من النار تحترق ، لا يصح جزم المضارع : «تحترق» ؛ لعدم استقامة المعنى عند إحلال «إن» الشرطية وبعدها «لا» النافية محل «لا» الناهية ؛ إذ يفسد المعنى حين نقول : إلّا (٤) تقترب من النار تحترق. بخلاف : لا تقترب من النار تسلم ، فيصح جزم المضارع ؛ لصحة قولنا : إلا (٥) تقترب من النار تسلم ..
__________________
(١) انظر ما يختص بهذه الآية فى رقم ٢ التالى :
(٢) تطبيقا على ما فات من الأخذ باعتبار أو أكثر تبعا للمعنى يتعين جزم المضارع جوابا وجزاء للطلب فى مثل : افتح صنبور الماء ينهمر ماؤه ـ أوقد المصباح تنور الحجرة ـ أغلق النافذة تحجب الريح الباردة ـ ازرع الحقل ينبت ثمرا طيبا.
ويتعين رفعه وإعراب جملته وصفا فى مثل : أكرم مهاجرا يلتمس من يكرمه ـ أحسن إلى بائس يضجّ بالشكوى ـ تمتع بحديقة تمتلىء بالأزهار ـ صاحب رجلا يؤثر البعد عن الشر.
ويتعين رفعه وإعراب جملته حالا فى مثل : أكرم المهاجر يلتمس من يكرمه ـ أحسن إلى البائس يضج بالشكوى ـ تمتع بحديقتك تمتلىء بالأزاهر ـ عاون الحر ينزل به الضر.
ويتعين رفعه واعتبار جملته مستأنفة فى مثل : (ليتك تزورنى. ينزل المطر) ـ (أتساعد المحتاج؟ يحب الناس الغنى) ـ (لا تهمل شراء الكتب النافعة. نسافر غدا لزيارة بعض الأقارب) ـ (اجتنب الصياح ورفع الصوت خلال الكلام. يقبل المثقف على كتب الأدب الرفيع) ...
ويصلح لأكثر من حالة فى مثل قوله تعالى : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي) وقوله تعالى لموسى (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا ..) وقوله تعالى له : (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً ؛ لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى) وكذلك قوله تعالى ؛ (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ...) ـ فيصح فى المضارع : «تطهر» أن يكون مجزوما فى جواب الأمر ، أو مرفوعا إما على اعتبار جملته مستأنفة ، أو صفة للنكرة المحضة التى قبلها ، أو حالا من فاعل فعل الأمر : «خذ» وكذلك كلّ أسلوب على شاكلته.
(٣) وأمارة فقده ، (كما عرفنا ـ هى عدم استقامة المعنى عند إحلال «إن» الشرطية و «لا» النافية معا محل «لا الناهية» وحدها بعد حذفها حين تكون أداة الطلب «لا الناهية»). أو (عند إدخال «إن» الشرطية وحدها على مضارع مناسب لأداة طلب أخرى).
(٤ و ٤) أصلها : «إن لا» وتدغم هذه «النون» دائما فى : «لا» فلا تظهر فى الكتابة ولا فى النطق ، ويرمز لوجودها فى الخط بكتابة «شدة» فوق : «لا» ـ ولهذا إشارة فى : «ج» من ص ٤٠٩ ـ