إتمام ركنيها الأصيلين ؛ (فلا يكون خبرا لمبتدأ (١) ، أو خبرا لناسخ (٢) ... ، ...) فإن لم يكن فضلة لم يصح الرفع ، ووجب النصب بأن مضمره وجوبا بعد «حتى» ، نحو : (عملى حتى تغرب الشمس ـ كان عملى حتى تغرب الشمس ـ إن عملى حتى تغرب) ... فالمصدر المنسبك من «أن» وما دخلت عليه مجرور ب «حتى» والجار والمجرور خبر المبتدأ ، أو خبر الناسخ ...
«ملاحظة» : علامة كونه حالا أو مؤولا به صحة الاستغناء عن «حتى» ـ مع وضع «الفاء» الداخلة على كلمة ، «الآن» مكانها ؛ فلا يتأثر المعنى ، ولا الأسلوب (٣) ... ويجب حينئذ أن يكون ما بعدها فضلة ، ومسببا عما قبلها.
* * *
٢ ـ ويجب نصب المضارع فى كل حالة من الحالات الثلاث السالفة التى لا تصلح للرفع الواجب ؛ وهى :
(ا) أن يكون زمنه ـ وقت التكلم ـ ليس حالا ، حقيقة ولا تأويلا. بأن يكون زمنه ماضيا (٤) خالصا ، أو مستقبلا خالصا ، فمثال الماضى المحض ؛ (فى سنة عشرين من الهجرة تمّ فتح مصر على يد العرب حتى ينقذوها من ظلم الرومان) ... فالفتح والإنقاذ وقعا فى زمن خالص المضى ، وبقيا هنا على حالهما من غير تأويل زمنهما
__________________
(١) لأن الجار مع مجروره (كحتى مع مجرورها) لا يكون جزءا أساسيا فى جملة إلا حين يكون خبر المبتدأ ، أو الناسخ ، أو. بمنزلة الخبر ، أو : يكون نائب فاعل.
(٢) الناسخ يشمل ظن وأخواتها مما ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر. وإنما وجب أن يكون ما بعدها فضلة ؛ لأن «حتى» الابتدائية لا تدخل إلا على جملة مستقلة فى إعرابها عما قبلها ـ كما أوضحنا ـ فإذا جاء ما بعدها غير فضلة كان جزءا أساسيا مما قبلها فلا تكون ابتدائية.
(٣) بأن نحذف كلمة «حتى» ونضع مكانها كلمتان : هما : «الفاء» ـ «والآن» أى : فالآن.
(٤) الفرق بين المضارع الذى يكون زمنه خالص المضى (أى : باقيا على مضى زمنه) والمضارع الذى كان أصل زمنه ماضيا ثم صار للحال حكاية وتأويلا هو أن الأول حكمه النصب ، وأن الكلام قبل «حتى» يفيد الإخبار بوقوع معناه وتحققه ، وأن معنى الكلام بعدها مترقب الحصول فى المستقبل ، ينتظر تحققه ووقوعه ، من غير أن يفيد الجزم بتحققه ووقوعه. أما الثانى فحكمه الرفع ، والمعنى بعد «حتى» مسبب عن المعنى قبلها ، وغاية له ، وكلاهما واقع متحقق ، غير أن المعنى قبلها واقع متحقق على سبيل الحقيقة ، والمعنى بعدها واقع على سبيل حكاية الحال ، مع إفادة أنه مسبب عن الأول. وعلى المتكلم أن يلاحظ عند ضبط المضارع بالرفع أو النصب ما يترتب على نوع الضبط من الآثار المعنوية ؛ فيختار النوع الذى يؤدى للمعنى المراد.