وجد فى الكلام السابق معطوف عليه مذكور ، عطفنا عليه المصدر المؤول الذى بعد «أو» كما فى الأمثلة الأولى ، وكما فى الأمثلة الأخيرة (وهى : لو لا شعرك الجيد ويحرم ... ـ فلا عفو أو أقبل شفاعة ... إلا وحيا أو يرسل رسولا ...) وإن لم يذكر فى الكلام السابق معطوف عليه تصيّدنا من ذلك الكلام اسما جامدا ، مصدرا كان أم غير مصدر ، وجعلناه المعطوف عليه. والأنسب أن يكون مصدرا ـ لا اسما جامدا محضا ؛ ـ ليكون المعطوف والمعطوف عليه متناسبين ، فى المصدرية ...
ويقول النحاة : إن تصيّد المصدر ـ المعطوف عليه ـ من الكلام الذى قبل «أو» لا يحتاج فى تلمسه إلى ضابط معين ، ولا إلى طريقة خاصة. وكل ما يشترط فيه أن يكون ملائما المعنى ، مسايرا السياق الصحيح ... (١) وفيما يلى بعض الأمثلة السالفة الخالية من ذكر المعطوف عليه صراحة ، ثم اشتمالها عليه بعد تصيده :
__________________
ـ لو لا شعرك الجيد أو يحرم أولادك عائلهم ... فالمصدر المؤول من «أن» المضمرة بعد «أو» ومن الجملة المضارعية بعدها معطوف على : «شعر» وهو اسم جامد محض. والتقدير : لولا شعرك ، أو حرمان أولادك ..
ومثله قول الشاعر :
ولو لا رجال من رزام أعزة |
|
وآل سبيع ، أو أسوءك ـ علقما |
(رزام : اسم قبيلة. وعلقم : منادى مرخم ، وأصله يا علقمة ...) فالمصدر المؤول من أن المضمرة بعد «أو» ومن الجملة المضارعية بعدها معطوف على : «رجال» ورجال اسم جامد محض. والتقدير : لولا رجال أو إساءتك ... ،
(١) اكتفى ابن مالك ببيت واحد فى الكلام على «أو» السالفة ؛ هو :
كذاك بعد «أو» ، إذا يصلح فى |
|
موضعها : «حتّى» ، أو : «الّا» أن خفى |
وفى البيت تقديم وتأخير. والأصل :(«أن» خفى كذاك بعد «أو» إذا يصلح فى موضعها حتى ، أو إلا.) يريد : الحرف المصدرى «أن» خفى ـ بمعنى : أضمر ولم يظهر ـ خفاء بعد «أو» مثل ذاك الذى وقع بعد لام الجحود ؛ من ناحية أنه خفاء وإضمار واجب ؛ فلا يصح ظهور «أن» فيه بعد «أو» كما لا يصح ظهورها بعد لام الجحود. بشرط أن تكون : «أو» بمعنى : «حتى» أو «إلا» ؛ فيصح إحلال أحد هذين الحرفين فى موضعها.