وإذا يرشدها إلى غايتها ، ويهديها السبيل. فجملة : «يتقدمها» مضارعية فى محل نصب صفة لكلمة : «رائدا» ، وجملة : «يرشدها» مضارعية معطوفة عليها ؛ فهى فى محل نصب كالمعطوف عليه ؛ ويجب إهمال «إذن» فلا تنصب المضارع بعدها ؛ لعدم وقوعها فى صدر جملة مستقلة بنفسها فى الإعراب.
وإن لم يكن للجملة الأولى محل من الإعراب ـ كالجملة الشرطيّة ؛ مثلا ـ جاز الإعمال والإهمال ؛ نحو : إن يشتهر نابغ وإذا تزداد أعباؤه ، يفرح خاصّته. فجملة : «يشتهر نابغ» جملة شرطية لا محل لها من الإعراب ، وقد عطفت عليها بتمامها جملة «تزداد أعباؤه» ، وليس لها محل من الإعراب أيضا ؛ لأنها كالمعطوف عليه ؛ فيصح نصب المضارع : «تزداد» باعتبار «إذن» فى صدر جملة لا محل لها من الإعراب ؛ فهى بمنزلة الجملة المستقلة فى إعرابها ، ولأن المعطوف على الأول أول مثله. ويصح الرفع على اعتبار أن الجملة بعد حرف العطف معطوفة على ما قبلها فهى مرتبطة به ارتباطا إعرابيّا ومعنويّا يجعلها فى حكم غير المستقلة ، ويجعل «إذن» فى غير الصدارة الكاملة.
ولما تقدم يصح الاعتباران فى مثل : عجائب الاختراع تزداد كل يوم ، وإذا تسعد بها الناس أو تشقى. فإن عطفنا الجملة المضارعية : (تسعد وفاعله) على المضارعية : (تزداد وفاعله) وهى جملة فى محل رفع خبر المبتدأ ـ وجب إهمال «إذن» ورفع «تسعد». وإن عطفناها ، على الجملة الاسمية المكونة من المبتدأ : «عجائب» وخبره ، وهى جملة لا محل لها من الإعراب ـ جاز الإعمال والإهمال ، فينصب المضارع أو يرفع ...
(ب) قد تكون «إذا» متضمنة معنى الشرط فى الماضى فيجوز إجراؤها مجرى «لو» (١) فى قرن جوابها باللام ، كقوله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ، إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ ، وَضِعْفَ الْمَماتِ ، ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنا نَصِيراً ،) أى : لو ركنت شيئا قليلا لأذقناك ...
وقد تتضمن معنى الشرط فى المستقبل ؛ فيجوز قرن جوابها بالفاء ؛ كقول الشاعر :
ما إن (٢) أتيت بشىء أنت تكرهه |
|
إذا فلا رفعت سوطا إلىّ يدى |
__________________
(١) سيجىء فى ص ٤٥٩ باب : «لو» وأقسامها وأحكامها ، وكل ما يتصل بها ، وبأنواع جوابها ويشار لهذا الحكم فى «ج» من هى ٤٦٦.
(٢) «إن» هنا زائدة.