(ب) بين جملتى الشرط والجواب ؛ سواء أكانت أداة الشرط جازمة ، أم غير جازمة ، نحو : إن يكثر كلامك ـ إذا ـ يسأم سامعوك. ونحو : إذا أنصف الناس بعضهم بعضا ـ إذا ـ يسعدون.
(ج) القسم وجوابه ؛ سواء أكان القسم مذكورا ؛ نحو : والله ـ إذا ـ أترك عملا لا أحسنه ، وقولا لا خير فيه. أو مقدّرا ؛ نحو : لئن يصن المرء نفسه عن مواقف الهوان ـ إذا ـ لا يفقد إكبار الناس ، واحترامهم إياه (١).
__________________
ـ أنها إذا سبقت بإن واسمها ، وتلاها المضارع ، يجوز إعمالها ؛ فتنصبه ، كما يجوز إهمالها فيرتفع ؛ نحو إنى إذن أحترمك أيها العادل ، بنصب المضارع أو رفعه ، ومن النصب قول الشاعر :
لا تتركنّى فيهمو شطيرا |
|
إنى إذن أهلك أو أطيرا |
أما غير الكوفيين فيعتبرون النصب فى البيت شاذا ، أو ضرورة ، أو مؤولا بحذف خبر «إن» فتقع الأداة بعده فى صدر جملة جديدة ، وتقديره إنى لا أستطيع ذلك .. أو نحو هذا التقدير. ورأى الكوفيين هنا ضعيف.
(١) كان القسم هنا مقدرا ، لوجود اللام الدالة عليه بعد حذفه. والأصل : والله إن يصن .... وقد وقع بعدها أداة الشرط : «إن». وإذا اجتمع الشرط والقسم ـ وكلاهما لا بد له من جملة جوابية ـ يكون الجواب ـ فى الغالب ـ للمتقدم منهما ، ويحذف جواب المتأخر حذفا غالبا ، وقيل : حذفا واجبا. للاستغناء بجواب المتقدم ، فإنه يدل على الجواب المحذوف (وسيجىء بيان هذا الحذف ، وتفصيل الكلام عليه فى ص ٤٥٣.) لهذا كانت الجملة من «يفقد وفاعله» جوابا للقسم لا للشرط.
وفى «إذن» وأحكامها السابقة يقول ابن مالك :
ونصبوا «بإذن» المستقبلا |
|
إن صدّرت ، والفعل بعد ، موصلا ـ ٥ |
أو قبله اليمين. وانصب وارفعا |
|
إذا «إذن» من بعد عطف وقعا ـ ٦ |
يريد : أن العرب نصبت المضارع «بإذن» ، إن كان المضارع مستقبل الزمن وكانت «إذن» مصدرة فى أول جملتها ، والفعل المضارع متصلا بها بغير فاصل بينهما ، أو بفاصل هو القسم. واقتصر فى الفاصل على القسم وحده ، ولم يذكر : «لا» النافية وكذلك لم يذكر الشرط الرابع.
ثم قال : انصب المضارع أو ارفعه ، إذا كانت «إذن» واقعة بعد حرف عطف ، ولم يقيد هذا العاطف. ولكن النحاة قيدوه بالواو أو الفاء ـ كما سيجىء فى الزيادة ، ص ٢٩٥ ـ وترك التفصيلات الهامة فى كل ما سبق : ثم انتقل بعد ذلك إلى بيتين ذكرناهما فى مكانهما الأنسب (ص ٢٧٢) هما :
وبين «لا» و «لام جرّ» التزم |
|
إظهار «أن» ناصبة. وإن عدم : ـ ٧ |
«لا» «فأن» اعمل مظهرا أو مضمرا |
|
.................... ـ ٨ |
وقد سبق البيت الأول فى ص ٢٨٥ لمناسبته هناك.