نحو : صن لسانك كى تسلم من ألسنة الناس ، وادخر بعض مالك كى ينفعك عند تقلب الأيام ... وقول شاعر قصير :
إذا كنت فى القوم الطوال علوتهم |
|
بعارفة ، كى لا (١) يقال قصير |
فإن قدرنا اللام قبلها «فكى» مصدرية ، وإن قدرنا «أن» بعدها «فكى» تعليلية بمعنى لام الجر. والمضارع فى الحالتين منصوب (٢)
الثانية «كى» المتوسطة بينهما ؛ نحو : يغفر للصديق هفوته ، لكى أن تدوم مودته ، فيصح أن تكون اللام للتعليل وهى جارة ، و «كى» تعليلية مؤكدة لها توكيدا لفظيّا ، و «أن» مصدرية ناصبة للمضارع. والمصدر المنسبك مجرور باللام.
كما يصح أن تكون «اللام» للتعليل وهى جارة أيضا ، و «كى» مصدرية مؤكّدة توكيدا لفظيّا «بأن» المصدرية. والمضارع منصوب ب «كى» ، والمصدر المؤول من «كى» وصلتها مجرور باللام. ويفضل النحاة الإعراب الأول لالتصاق «أن» بالمضارع مباشرة ، ولأنها أقوى فى نصبه ، وأكثر استعمالا من «كى». ومن المغتفر هنا دخول حرف الجر أو الحرف المصدرى على نظيره لأنه للتوكيد اللفظىّ وفى الصورتين السالفتين يجوز فصلها من المضارع «بلا» النافية فلا تمنع عملها النصب أو : ب «ما» الزائدة فتكفها عن العمل. وقيل : لا تكفها ، أو بهما معا مع تقديم «ما» (٣) ؛ نحو : اتّق الأذى كى لا تؤذى ، واحذر العدوى كيما تسلم. ومثال الفصل بالحرفين معا البيت الذى سبق (٤) وهو :
أردت لكيما لا ترى لى عثرة |
|
ومن ذا الذى يعطى الكمال فيكمل؟ |
(د) كى الاستفهامية ؛ فتكون اسما مختصرا من كلمة : «كيف» الاستفهامية ، وتؤدى معناها ، وتعرب اسم استفهام مثلها. نحو : كى أنت؟ بمعنى : كيف أنت؟ ومنه قول الشاعر :
كى تجنحون إلى سلم وما ثئرت |
|
قتلاكمو ، ولظى الهيجاء تضطرم؟ |
__________________
(١ و ١) الشائع فى قواعد رسم الحروف فصل «لا» النافية من «كى» وجوبا إذا لم تسبقهما لام الجر ، فإن سبقتهما وجب وصل الثلاثة فى الكتابة (انظر رقم ٣ من هامش ص ٢٨٣)
(٢) وفى مثل هذا الأسلوب يجوز تأخير المعلول ؛ فيصبح : كى تعلمنى جئت ، سواء أكانت «كى» مصدرية ناصبة أم جارة ؛ لأنها فى معنى المفعول لأجله ، وتقدم المفعول لأجله سائغ.
(راجع الهمع ، ح ٢ ص ٥).
(٣) انظر رقم ٢ من ص ٢٨٣.