(فى الرأى الأرجح) لا ، ظاهرة ولا مضمرة ؛ إلا فى حالة الضرورة أو التوكيد اللفظى ؛ نحو : منحنا الله الحواس لكى نستخدمها فى تحصيل العلم ، وإنجاز مطالب العيش. وزوّدنا بالأمل الكبير ؛ لكيلا يستبدّ بنا اليأس فيحرقنا بناره.
ويشتهر هذا النوع باسم : «كى المصدرية». وهو مثل : «أن» المصدرية معنى ، وعملا ، وسبكا (١) ؛ ولهذا لا يصح وقوع «أن المصدرية» بعده ، إلا فى حالة الضرورة أو التوكيد اللفظىّ ـ كما تقدم ـ ، وبالرغم من هذا فوجود «أن المصدرية» ، بعده فى هاتين الحالتين غير مستحسن. كما تشتهر لام الجر التى قبل «كى» باسم : «لام التعليل» ؛ لأن ما بعدها علة لما قبلها من كلام مثبت (٢).
وأهم أحكام «كى» المصدرية :
١ ـ وجوب نصبها المضارع بنفسها ، وتخليص زمنه للمستقبل ـ غالبا ـ فهى كسائر النواصب فى هذا التخليص.
٢ ـ وجوب اتصالها بالمضارع مباشرة وعدم الفصل بينهما ، بغير ، «لا» النافية وحدها ـ كالتى فى المثال السالف (٣) ـ أو «ما» الزائدة وحدها ، أو هما معا بشرط تقديم «ما» ومثال الفصل «بما» الزائدة : امنح نفسك قسطها من الراحة لكيما تنشط وتقوى. وقول الشاعر :
ولقد لحنت (٤) لكم لكيما تفهموا |
|
ووحيت (٥) وحيا ليس بالمرتاب |
ومثال الفصل بهما معا : لا تتعرض للشبهات لكيما لا يصيبك التجريح بحق وغير حق ، وقول الشاعر :
أردت لكيما لا ترى لى عثرة |
|
ومن ذا الذى يعطى الكمال فيكمل؟ |
__________________
(١) بين الحرفين بعض فروق ؛ أهمها : تصرف «أن المصدرية» مع صلتها ؛ بأن يقع المصدر المؤول منهما مبتدأ ، وفاعلا ، ومفعولا ، ومجرورا بحروف الجر المختلفة ، وغير هذا من المواقع الإعرابية المتعددة. أما «كى المصدرية» فغير متصرفة ؛ فالمصدر المنسبك منها ومن الجملة المضارعية بعدها لا يكون إلا مجرورا باللام.
(٢) وهذه «اللام» هى التى تدل وحدها على «التعليل» أماكى» التى بعدها ... فمتجردة للمصدرية ولا دخل لها بالتعليل. فان كان الكلام قبل اللام منفيا فقد تكون علة لما قبلها أو لا تكون على حسب البيان الآتى عند عودة الكلام عليها ، والموازنة بينها وبين لام الجحود ، فى «ب» من ص ٣٠٢.
(٣) إذا توسطت كى بين لام الجر ولا النافية وجب وصل الثلاثة فى الكتابة. وإن لم توجد لام الجر فصلت «كى» عن «لا». تطبيقا لقواعد الإملاء الحالية. (انظر رقم ١ من هامش ص ٢٨٨)
(٤) أوضخت وبينت.
(٥) أخبرت.