المسألة ١٤٢ :
أسماء الأصوات.
يراد منها نوعان :
أولهما : ألفاظ توجّه إلى الحيوان الأعجم ، وما فى حكمه ، ـ كالأطفال ـ إما لزجره وتخويفه ، لينصرف عن شىء ، وإما لحثه على أداء أمر معين بمجرد سماعه أحد هذه الألفاظ ، دون حاجة إلى مزيد. فالمراد من توجيه اللفظ هو طلب الامتناع ، أو طلب الأداء.
وكلا الأمرين ـ الانصراف عن الشىء ، وأداء الأمر المعين ـ لا يتحقق إلّا بعد تمرين ، وانقضاء مدة تتكرر فيها المخاطبة باللفظ ، ويتدرب فيها الحيوان وما فى حكمه على إنفاذ المطلوب منه عند سماعه ؛ فيدرك ـ بعد التكرار الذى يصاحبه التدريب ـ المراد من توجيه اللفظ إليه ، ومن مخاطبته به ، وأن هذا المراد هو الزجر ، أو الحث ، (بمعناهما السالفين) ويكتفى فى إدراك الغرض بسماع اللفظ دون زيادة عليه.
فمن أمثلة الزجر ما كان يوجهه العرب لبعض الحيوانات ـ وأشباهها ـ بسبب أمر بغيض يراد العدول عنه ، كزجرهم الإبل على البطء والتأخر ، فيوجهون لها أحد الألفاظ الآتية :
هيد ـ هاد ـ ده ـ جه ـ عاه ـ عيه ... وقولهم لزجر الناقة : عاج ـ هيج ـ حل ... وكقولهم لزجر الغنم : إسّ ـ هسّ ـ هسّ ـ هج ـ وللكلب : هجا ـ هج ... وللضأن : سع ـ وح ـ عز ـ عيز ... وللخيل : هلا ـ هال. وللطفل ـ كخّ ، كخّ ... وللسبع : جاه ـ وللبغل : عدس ... إلى غير هذا من ألفاظ الزجر عندهم ، وهى كثيرة فى عددها ، وضبط حروف كل منها.
ومن أمثلة ما يوجّه للحيوانات وأشباهها ، لا بقصد زجرها ؛ وإنما بقصد تكليفها أمرا كى تؤديه وتقوم بإنفاذه ـ قول العرب للإبل : «جوت» ، أو : «جىء» ، إذا أرادوا منها الذهاب للماء لتشرب : «ونخّ» ، إذا طلبوا منها الإناخة. «وهدع» ، إذا أرادوا منها الهدوء والسكون من النفار. «وسأ ، وتشؤ» ، إذا أرادوا من الحمار الذهاب للماء ، ليشرب. «ودج ، وقوس» لدعوة