المسألة ١٤١ :
أسماء الأفعال
تعريفها : (نقدم أمثلة)
فى اللغة ألفاظ يدل الواحد منها على فعل معيّن ، ـ أى : محدد بزمنه ، ومعناه ، وعمله ـ لكنه لا يقبل العلامة التى يقبلها هذا الفعل ، والتى تبيّن نوعه ؛ كاللفظ : «هيهات» فى قول الشاعر يخاطب عزيزا رحل عنه :
بعدت ديار ، واحتوتك ديار |
|
هيهات للنجم الرفيع قرار |
فإنه يدل على الفعل الماضى : «بعد» ويقوم مقامه فى أداء معناه ، وفى عمله ، وزمنه ، من غير أن يقبل العلامة الخاصة بالفعل الماضى ، (مثل : إحدى التّاءين ؛ تاء التأنيث الساكنة ، أو تاء الفاعل) ، إذ لم يرد عن العرب وجود علامة للماضى فى «هيهات».
وكاللفظ : «آه» فى قول الشاعر :
آها لها من ليال!! هل تعود كما |
|
كانت؟ وأىّ ليال عاد ماضيها؟ |
فإنه يدل على الفعل المضارع : «أتوجع» ويقوم مقامه فى معناه ، وعمله ، وزمنه. ولكنه لا يقبل علامة من العلامات الخاصة بالمضارع ؛ لأن العرب لم تدخلها على «آه» قطّ.
وكاللفظ «حذار» فى قول المادح :
سل عن شجاعته ، وزره مسالما |
|
وحذار ، ثم حذار منه ، محاربا |
فإنه يدل على فعل الأمر : «احذر» من غير أن يقبل علامة الأمر ؛ لأن العرب لم تدخلها على «حذار» مطلقا ...
والمراد من أن كل لفظ من هذه الألفاظ يدل على فعل معين محدّد ؛ هو : أنك لو سألت المراجع اللغوية عن المقصود من لفظ : «هيهات» لكان الجواب : (هيهات ، معناه : بعد) ـ (آها ، معناه : أتوجع) ـ (حذار ، معناه : احذر) وهكذا نظائرها. فكل لفظ مما سبق ـ ونظائره ـ يسمى : «اسم فعل».