ذكر نصر بن سيار ومقتل طغشادة
مات أسد بن عبد الله فى نفس سنة مائة وست وستين (٧٨٢ م.) (١) وجعل هشام بن عبد الملك بن مروان (٢) نصرا بن سيار (٣) أميرا لخراسان وأرسل إليه منشورا فلما جاء إلى ماوراء النهر وحارب الأتراك وفتح فرغانة وشتّتهم عاد إلى سمرقند ، فلما بلغها ذهب إليه طغشادة بخار خداة ، وأكرمه نصر واحترمه لأنه كان خطب إليه ابنته. وكان طغشادة قد أعطاه ضياع خنبون العليا (٤) التى تسمى «كاريك علويان» ولما جاء طغشادة إلى نصر بن سيار كان نصر بن سيار جالسا على باب داره وذلك فى شهر رمضان وقت غروب الشمس ، وبينما كان نصر بن سيار يتحدث مع بخار خداة جاء دهقانان من بخارى كلاهما من أقارب بخار خداة ، وقد أسلما على يد نصر بن سيار ، وكانا من أبناء العظماء فتظلما كلاهما لدى نصر بن سيار من بخار خداة وقالا لقد غصبنا بخار خداة قرانا ، وكان واصل بن عمرو أمير بخارى حاضرا هناك فطلبا الانتصاف منه أيضا وقالا بأن كلا هذين قد اتحدا ويأخذان أملاك الناس ، وكان طغشادة يتحدث همسا فظنا أن طغشادة يطلب من نصر بن سيار أن يقتلهما ، فعزما (على أمر) وقالا لبعضهما البعض : ما دام بخار خداة سيقتلنا فلا أقل من أن نشفى أنفسنا (٥) وقال طغشادة لنصر بن سيار
__________________
(١) فى هذا التاريخ سهو أيضا ، وموت أسد بن عبد الله وإمارة نصر بن سيار كما سبق ذكره حدثا فى سنة مائة وعشرين (٧٣٧ م.). [حاشية مدرس رضوى ص ٧١].
(٢) الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان (٧١ ـ ١٢٥ / ٦٩٠ ـ ٧٤٣ م).
(٣) وهو نصر بن سيار بن رافع بن حرى بن ربيعة الكنانى (٤٦ ـ ١٣١ ه / ٦٦٦ ـ ٧٤٨ م) شيخ مضر بخراسان ووالى بلخ ثم أمير خراسان بعد وفاة أسد بن عبد الله القسرى سنة ١٢٠ ه (٧٣٧ م) مات بساوة سنة ١٣١ ه (٧٤٨ م) وهو ينتظر النجدة من بنى مروان.
(٤) انظر تعليقنا عليه بحاشية ٢ ص ٧٠.
(٥) الترجمة الحرفية «نطيب قلوبنا» والجملة تفيد الانتقام فوضعنا ما يفيد ذلك بالعربية. يقول جرير :
ليت هندا أنجزتنا ما تعد |
|
وشفت أنفسنا مما تجد |