ذكر ولاية الأمير الشهيد أحمد بن إسماعيل السامانى
صار أميرا لخراسان ولقب بالأمير الشهيد ، وكان يسير سيرة أبيه ويعدل وينصف الرعية غاية الإنصاف. وكان الرعايا فى راحة ودعة ، وذهب من هنالك إلى خراسان وكان يتفقد مملكته ، وقد فتح سيستان (١) وكانت سيستان فى أيام الأمير الماضى باسمه ومن هنالك جاء إلى بخارى .. وكان مولعا بالصيد ، وقد ذهب إلى شاطئ جيحون للقنص وضرب سرادقا ولما عاد من الصيد جاء رسول وأتى برسالة من أبى العباس أمير طبرستان وقرأ الرسالة : فكان مكتوبا بها أن حسينا بن العلاء خرج عليه واستولى على أكثر ولاية كركان (٢) وطبرستان (٣) ولا بد لى ضرورة من الفرار ، فضاق صدر الأمير واغتم غاية الغم ودعا وقال : يا إلهى إذا كان هذا الملك سيذهب عنى فأمتنى ، ودخل السرادق ، وكان المتبع أن يحتفظ كل ليلة بأسد على باب البيت الذى ينام فيه ويربط بسلسلة فكل من أراد دخول البيت يقضى عليه ذلك الأسد. ولما كان تلك الليلة ضيق الصدر شغل جميع خاصته فنسوا إحضار الأسد ونام ، فدخل جماعة من غلمان الأمير وقطعوا رأسه يوم الخميس فى الحادى عشر من جمادى
__________________
(١) سيستان معزبها سجستان : ولاية واسعة جنوبى خراسان يتبع نصفها الغربى اليوم إيران ونصفها الشرقى أفغانستان. كانت فى القديم مسقط رأس البطل الفارسى رستم بن زال وقد أقطعها له الملك كيكاوس. وقد صارت سيستان (سجستان) بعد الإسلام منشأ كثير من العلماء والأدباء يعرفون بالسجستانى أو السجزى (شمس الدين سامى : قاموس الأعلام ج ٤ ص ٢٥٣٧ و ٢٧٦٠).
(٢) كركان معربه جرجان ، قال ياقوت : مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان ، فبعض يعدها من هذه وبعض يعدها من تلك. وقال الإصطخرى : أما جرجان فإنها أكبر مدينة بنواجيها وهى أقل نذى ومطرا من طبرستان وأهلها أحسن وقارا وأكثر مروءة من كبرائهم ، وهى قطعتان إحداهما المدينة والأخرى «بكر آباد» وبينهما نهر كبير يحتمل أن تجرى فيه السفن [دائرة المعارف للبستانى ج ٦ ص ٤٢٥ ، ٤٢٦]. وفى قاموس الأعلام ج ٣ ص ١٧٧٦ «قصبة بقرب استراباد على نهر باسمها تقع فى الحدود الشمالية لإيران وجنوب شرقى بحر خوارزم ... وقد كتب لهذه المدينة عدة تواريخ منها تاريخ جرجان لأبى القاسم حمزة بن يوسف الجرجانى.
(٣) انظر حاشية (٥) ص ٥٩.