كسب مؤقت ، وخسارة دائمة. وقصاراك ألّا تنخدع بظاهره) ـ (حمادى المنافق كسب سريع ، وبلاء مقيم. وإن شئت فقل : حماداه ربح عاجل ، وضياع آجل) ـ (لا أبتغى سوى مرضاة الله ؛ فكل شىء سواها تافه رخيص).
مما تقدم يتضح أن كل حالات القسم الثانى الأربعة ، لا يجوز فيها قطع المضاف عن الإضافة مطلقا.
(هذا ، وسيجىء (١) إيضاح الكلام على إضافة : «كلا ، وكلتا» وما يتصل بموضوعهما. ثم على كلمات أخرى ملازمة للإضافة).
* * *
وثالثها : ما يضاف وجوبا إلى جملة (٢) اسمية ، أو فعلية ، ومنه «حيث» و «إذ» (٣).
ا ـ فأما : «حيث» فأشهر استعمالاتها أن تكون ظرف مكان (٤) ... يضاف للجملة (٥) الاسمية ، أو الفعلية ، ـ والفعلية أكثر ـ سواء أكانت مثبتة أم منفية ؛
__________________
(١) فى ص ٩٨ وما بعدها.
(٢) سيجىء فى «ب» من الزيادة (ص ٨٤) فائدة الإضافة للجملة دون المفرد ، وأن المضاف فى هذه الحالة واجب البناء إن كانت إضافته للجملة واجبة.
ويشترط فى الجملة الواقعة مضافا إليه أن تكون خبرية ؛ فلا تصح أن تكون إنشائية ، ولا أن تكون شرطية مبدوءة بإن الشرطية ، أو ما يشبه «إن» فى التعليق ـ طبقا لما جاء فى «الهمع» و «الصبان» فى باب الجوازم ، عند الكلام على ما يجزم فعلين ـ ، كما يشترط أن تكون غير مشتملة على ضمير يعود على المضاف ؛ لأن المضاف إلى الجملة مضاف فى التقدير إلى مفرد هو مصدر منها (على الوجه المبين فى ص ٨٤) فكما لا يعود ضمير من المصدر المضاف إليه ، إلى المضاف كذلك لا يعود منها إليه.
هذا إلى أن اشتمالها على ضمير يعود على المضاف قد يوهم ـ فى بعض الحالات ـ أنها نعت أو شىء آخر غير المضاف إليه ؛ فيتغير المعنى المقصود تبعا لذلك ؛ لأن معنى المضاف إليه يختلف عن معنى النعت وغيره.
(٣) فى اللغة أسماء تشبه «إذ» فى دلالتها ، وبعض أحكامها ، سيجىء الكلام عليها فى «ه» من ص ٨٧.
(٤) من النادر الذى لا يحسن القياس عليه أن تقع شيئا آخر ؛ كظرف زمان ، أو غيره. وليس بين الظروف المكانية ـ على الأرجح ـ ما يضاف لجملة إلا «حيث» (كما سيجىء فى صفحة ١٢٢) وإذا أضيفت إلى جملة اسمية وجب ـ وقيل : لا يجب ، وإنما يستحسن ـ ألا يكون الخبر فيها جملة فعلية. والأشهر بناؤها على الضم).
وقد سبق الكلام عليها من ناحية الظرفية فى ج ٢ ص ٢٣١ باب الظرف.
(٥) مع ملاحظة الشروط التى تقدمت فى رقم ٢ و٤ من هذا الهامش ، وملاحظة شرط آخر نص عليه المبرد فى كتابه : «المقتضب» ـ ج ٢ ص ٥٤ ـ هو ألا تكون مختومة بما الزائدة.