المسألة ١٢٦ :
بدل الفعل من الفعل ، والجملة من الجملة.
ا ـ بدل الفعل من الفعل :
١ ـ يبدل الفعل من الفعل بدل كل من كل بشرط اتحادهما فى الزمان ولو لم يتحدا فى النوع (١) ، وأن يستفيد المتبوع من ذلك زيادة بيان ؛ كقوله تعالى (٢) : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ، يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ.) فالفعل : «يضاعف» بدل كلّ من الفعل : «يلق» لأن مضاعفة العذاب هى البيان الذى يزيد معنى الفعل : «يلق» وضوحا ، ويكشف المراد منه.
وجزم الفعل : «يضاعف» دليل على أنه البدل وحده دون فاعله ، وأن البدل بدل مفردات ، لا جمل (٣).
٢ ـ ويبدل الفعل من الفعل للدلالة على الجزئية : إن تصلّ تسجد لله يرحمك. فالفعل : «تسجد» بدل من تصلّ ، والسجود جزء من الصلاة لا تتحقق إلا به.
٣ ـ ويبدل الفعل من الفعل بدل اشتمال ؛ مثل : إنى لن أسىء إلى الحيوان
__________________
(١) فيصح : إن جئتنى تزرنى أكرمك. ويجرى عليهما فى البدل ما يجرى عليهما فى العطف مما سردناه فى ص ٦٤٢ وما يليها.
(٢) فى العاصى الذى أتى نوعا من المحرمات والكبائر المذكورة قبل هذه الآية مباشرة.
(٣) لأن المضارع فى الجملة الفعلية إذا كانت هى التابعة بجزأيها معا ، لا يصح نصبه ولا جزمه تبعا لمضارع منصوب ، أو مجزوم فى الجملة المتبوعة ؛ فإذا كانت الجملة المضارعية كلها هى التابعة (أى : هى البدل ، أو المعطوفة بالحرف ، أو ....) وجب استقلال مضارعها بنفسه فى إعرابه ، فلا يتبع إعراب المضارع فى الجملة المتبوعة. ولا يصح نصبه أو جزمه تبعا للمضارع الذى فى الجملة المتبوعة إلا حين يكون البدل بدل فعل مضارع وحده من مضارع وحده أيضا.
وكذلك حين يكون العطف عطف مضارع وحده على مضارع وحده حيث يكون المعطوف تابعا للمعطوف عليه فى رفعه ، ونصبه وجزمه. ـ. كما سبق الإيضاح فى ص ٦٤٢ وما يليها ، ولا سيما ص ٦٤٣ ـ