يتأثر به ؛ فلا يصلح عاملا ولا معمولا (١).
ثانيها : اعتبار العامل المتكرر توكيدا لفظيّا محضا (أى : لا يؤثر ولا يتأثر ؛ طبقا لما سبق تقريره). وأن الاسم المجرور بعده مجرور بالعامل الأول الذى له التأثير فى المبدل منه ؛ فهو ـ أى : العامل الأول ـ وحده ـ مؤثر فى التابع والمتبوع معا ، عملا بالرأى الذى يقول : إن البدل ليس على نية تكرار العامل ، وإنما العامل فى المبدل منه وفى البدل واحد ، لا تكرار له ، ولا تخيل لإعادته.
ثالثها : اعتبار البدل على نية تكرار العامل ، وأن حرف الجر المتكرر هو توكيد لفظىّ محض ، وليس تكرارا للعامل المتقدم. وبالرغم من وجوده مكررا واعتباره توكيدا لفظيّا خالصا يكون الجر بعده بعامل آخر غير ظاهر ولكنه ملحوظ فى النية والتقدير.
ولا شك أن الآراء الثلاثة يشوبها الضعف ؛ لمخالفة كل منهما للضوابط العامة ، ولاعتمادها على النية ، والتقدير ، والتأويل ، ولكن الأول أخفها ضعفا ؛ ولذا كان أنسبها قبولا.
__________________
(١) بيان هذا فى «ا» ص ٥٢٧ حيث الكلام على أحكام التوكيد اللفظى.