مجرد الزمن من غير تعيين «يوم خاص» ، ولا تحديده بعدد معدود من الساعات.
ثالثها : أن يكون المضاف زمانا مبهما معربا فى أصله ، والمضاف إليه جملة فعلية فعلها مبنى ؛ بناء أصليّا (١) ، أو عارضا (٢) ؛ فمثال الأصلى قول الشاعر :
على حين عاتبت المشيب على الصّبا |
|
وقلت : ألمّا أصح (٣) والشيب وازع؟ |
ومثال العارض قول الشاعر :
لأجتذبن منهنّ قلبى تحلما |
|
على حين يستصبين كلّ حليم |
فيجوز فى كلمة : «حين» فى البيتين إما الإعراب والجر المباشر «بعلى» وإما البناء على الفتح فى محل جر. والبناء أحسن.
فإن كان المضاف المعرب زمانا مبهما والمضاف إليه جملة اسمية ، أو جملة مضارعية ، مضارعها معرب ـ جاز فى المضاف الأمران أيضا : ؛ (الإعراب أو البناء على الفتح). ولكن الإعراب أفضل (٤). فمثال الجملة الاسمية قول الشاعر :
ألم تعلمى ـ يا عمرك الله (٥) ـ أننى |
|
كريم على حين الكرام قليل |
وقول الآخر :
تذكّر ما تذكّر ، من سليمى |
|
على حين التواصل غير دان |
ومثال الجملة المضارعية التى مضارعها معرب قوله تعالى : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) فيجوز فى كلمة «حين» الإعراب والبناء لوقوع المضاف إليه جملة اسمية ، وكذلك يجوز فى كلمة : «يوم» الأمران : لوقوع المضاف
__________________
(١) هو بناء الماضى.
(٢) هو البناء الطارئ على المضارع ؛ بسبب اتصاله بنون التوكيد ، أو نون النسوة.
(٣) بمعنى : ألم أتيقظ من الغفلة؟
(٤) انظر ما يختص بهذا الحكم فى : «ه» من ص ٨٧.
(٥) «يا» حرف تنبيه. أو حرف نداء ، والمنادى محذوف. و «عمرك الله» تحتمل أمورا كثيرة فى معناها وإعرابها. من أوضحها : إعراب كلمة «عمر» مفعولا مطلقا لفعل محذوف ، والتقدير أعمر عمرك بالله ؛ أى : أعمر قلبك بتذكير الله ، «والله» منصوب على نزع الخافض.