ب ـ عطف الفعل وحده (١) على ما يشبهه ، والعكس :
يجوز عطف الفعل الماضى بغير مرفوعه ، وكذا المضارع بغير مرفوعه (٢) ـ على اسم يشبههما فى المعنى ، كما يجوز العكس. والاسم الذى يشبههما هو اسم الفعل ـ فى بعض حالاته (٣) ـ والمشتقات العامة ، (ومنها : اسم الفاعل ، واسم المفعول ... ،) وكذلك يجوز عطفهما على المصدر الصريح أيضا ، فمثال عطف الماضى على اسم الفعل الماضى : هيهات وابتعدت الغاية أمام العاجز. والعكس نحو : افترق وشتان ما بين الكمال والنقص.
ومثال عطف الماضى على اسم الفاعل : هذا مصاحبنا بالأمس وأعاننا على تحقيق بغيتنا (٤). والعكس نحو : هذا أعاننا بالأمس ومصاحبنا فى احتمال المشتقات. ومثال عطف المضارع على اسم الفاعل أنت مشاركنا فى الخير ، وتستجيب لندائنا (٥) ، والعكس : أنت تستجيب لندائنا ومشاركنا فى الخير ؛
__________________
(١ و١) ولا يجوز عطف فعل الأمر وحده عطف مفردات ـ كما أوضحناه فى رقم ٢ من هامش ص ٦٤٣ ـ ؛ إذ لا يترك أحدهما الآخر ، ولا ينفصل منه مطلقا.
(٢) لأنه لا يشبههما فى بعض آخر من حالاته ؛ كجموده الدائم الذى يعم جميع أنواعه ، وكقبوله بعض علامات الأسماء (مثل : التنوين) وكمخالفته أحيانا ـ الفعل الذى بمعناه فى التعدى واللزوم ... إلى غير هذا مما هو مدون فى الباب الخاص به بالجزء الرابع (باب أسماء الأفعال ١٤١ ص ١٠٨).
(٣) ومنه قوله تعالى فى الخيل وعدوها : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً)
فالفعل : «أثار» معطوف على : «المغيرات» وليس معطوفا على كلمة : «العاديات» التى فى أول الكلام ـ لما تقرر من أن المعطوفات المتعددة تكون على «المعطوف عليه» الأول ، ما لم تكن المعطوفات المتعددة واقعة بعد حرف عطف يقتضى الترتيب ؛ فعندئذ يكون العطف على «المعطوف» الذى قبل هذا الحرف مباشرة (كما سبق البيان فى رقم ٢ من هامش ص ٥٥٥ ـ والكلام الذى قبل الآية ، هو :
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ، فَالْمُورِياتِ قَدْحاً ، فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ...)
وكقوله تعالى فى آية أخرى :
(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً ...)
(٤) ومنه قوله تعالى : ـ