المسألة ١٢١ :
عطف الفعل على الفعل أو على ما يشبهه ، والعكس ،
وعطف الجملة على الجملة (١).
ا ـ عطف الفعل وحده على الفعل كذلك :
عرفنا فيما سبق أن عطف الاسم وحده على الاسم يعدّ من عطف المفردات (٢) بعضها على بعض ، كقول الشاعر :
وكلّ زاد عرضة للنفاد |
|
غير التقى ، والبرّ ، والرشاد |
وكما يجوز عطف الاسم وحده على نظيره فى الاسمية عطف مفردات ـ يجوز عطف الفعل ـ وحده من غير مرفوعه (٣) ـ على الفعل وحده عطف مفردات أيضا ؛ نحو : «إذا تعرض وتصدّى المرء لكشف معايب الناس مزّقوه بسهام أقوالهم وأعمالهم. وهى سهام لن يستطيع أو يقدر أحد على احتمالها (٤)». فالفعل : «تصدّى» معطوف وحده على الفعل : «تعرض» وكذا الفعل : «يقدر» معطوف وحده على الفعل «يستطيع (٥)» وكل هذا من عطف المفردات ؛ إذ لم يشترك الفاعل ـ هنا ـ مع فعله فى العطف. فلو اشترك معه لكان العطف عطف جملة فعلية على جملة فعلية (٦) ...
ويشترط لعطف الفعل على الفعل أمران :
__________________
(١) أما عطف الاسم المفرد على الجملة والعكس ، فيجىء فى رقم ٦ من ص ٦٥٩.
(٢) سبقت (الإشارة فى رقم ٣ من هامش ص ٥٥٧) إلى أن المفرد هنا : ما ليس جملة ، ولا شبه جملة.
(٣) لأن الفعل مع مرفوعه جملة ، سواء أكان مرفوعه فاعلا أم نائب فاعل ...
(٤) راجع ما يتصل بهذا فى الزيادة ص ٦٤٥. وبيان نوع العطف فيه.
(٥) بدليل نصب المضارع المعطوف (وهو : يقدر) إذ لو كان العطف جملة على أخرى لوجب رفع هذا المضارع ـ وسيجىء الإيضاح فى ص ٦٤٥ ـ.
(٦) والفرق كبير ـ لفظيا ومعنويّا ـ بين عطف الفعل وحده على الفعل وحده وعطف الجملة الفعلية على الفعلية ـ كما سيجىء هنا ـ