أى : بل فى جهنم ، ولا يصح التقدير : بل أفى جهنم ، إذ لا معنى للاستفهام هنا ؛ لأن الغرض من الكلام التمنى.
وقد تتجرد ـ نادرا ـ للاستفهام الخالى من الإضراب كقول الشاعر :
كذبتك عينك ، أم رأيت بواسط (١) |
|
غلس الظّلام من الرّباب خيالا |
إذ المراد : هل رأيت؟ وهذا أقلّ استعمالاتها. ومن المستحسن عدم القياس عليه ؛ لغموض المراد معه.
ح ـ يجوز أن تجاب «أم» المنقطعة. وجوابها يكون بحرف من أحرف الجواب ؛ مثل : نعم ، أو : لا ، أو : أخواتهما ... ففى نحو قوله تعالى فى الأصنام : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها ، أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها ...) يكون الجواب عند عدم الموافقة وعدم التصديق «لا» ، أو ما يدل دلالتها. وفى مثل : قوله تعالى : (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) يكون الجواب عند المخالفة : «لا» أو ما يدل دلالتها.
وإذا تكررت «أم» المنقطعة متضمنة فى كل مرة استفهاما ، بحيث تتوالى بها الاستفهامات ـ كان الجواب للأخير ؛ مراعاة للانصراف إليه ، لأن المتكلم أضرب عما سبقه ، وانصرف إليه تاركا ما قبله.
د ـ تقسيم «أم» إلى المتصلة والمنقطعة هو المشهور (٢). وزاد بعضهم نوعا ثالثا ؛ هو الزائدة ؛ كقول الشاعر :
يا ليت شعرى ولا منجى من الهرم |
|
أم هل على العيش بعد الشّيب من ندم |
وهذا نوع لا يقاس عليه.
ه ـ حكم الضمير الواقع بعد «أم» العائد على المتعاطفين ـ من ناحية المطابقة وعدمها ـ موضح فى رقم ٣ من ص ٦٥٦
* * *
__________________
(١) بلد فى العراق.
(٢) وكلاهما لا يصح أن يعطف نعتا على نعت ـ كما أسلفنا فى رقم ٢ من ص ٤٩٧ وا ص ٥٨٤.