زيادة وتفصيل :
ا ـ فى مثل قوله تعالى : (خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً)، تعرب كلمة : «جميعا» حالا ، ولا يصح إعرابها توكيدا ؛ لعدم وجود الضمير الرابط.
وفى قراءة من قرأ قوله تعالى : (إنا كلا فيها) ، لا يصح إعراب : «كلّا» توكيدا ، لعدم وجود الضمير ، وإنما تعرب بدلا من الضمير «نا» اسم : «إنّ» بدل كل من كل. وهذا هو الإعراب الأحسن ؛ إذ لا ضعف فيه ، ولا مانع يمنع من إبدال الاسم الظاهر من الضمير الحاضر (١) بدل كل من كل ... ـ (كما سيجىء فى باب البدل (٢) ومنه : قمتم ثلاثتكم). وبدل الكل من الكل لا يحتاج لرابط من ضمير أو غيره.
ب ـ إذا اجتمع أكثر من مؤكد معنوىّ ـ بشرط وجود داع بلاغىّ (٣) ، يقتضى هذا الاجتماع ـ تقدمت (٤) النفس على العين ، ويستحسن تأخير كلمة : «كل» عنهما ، ويليها كلمة : «جميع» ثم كلمة : «عامة» وإذا تعددت ألفاظ التوكيد فهى للمتبوع وحده (٥) ، ولا يصح ـ فى الرأى الأنسب ـ اعتبار واحد منها توكيدا للتوكيد. وهذا حكم عامّ فى جميع ألفاظ التوكيد الأصلية والملحقة بها.
ح ـ قد تقع ألفاظ التوكيد المعنوى السبعة (وهى : نفس ـ عين ـ كلا ـ كلتا ـ كلّ (٦) ـ جميع ـ عامة) معمولة لبعض العوامل ، ولا تعرب توكيدا ـ لعدم وجود المؤكّد ـ ؛ فتعرب على حسب حاجة ذلك العامل ، فاعلا ، أو مفعولا ، أو مبتدأ ، أو خبرا ... و ... وبالرغم من امتناع إعرابها توكيدا ـ
__________________
(١) أى : ضمير المتكلم أو المخاطب.
(٢) ص ٦٨٢.
(٣) هذا الداعى هو إزالة الاحتمالات إزالة لا تتم إلا بهذه الكثرة. فإن كانت تتم بغيرها فلا داعى لتعدد التوكيد.
(٤) وجوبا أو استحسانا : تبعا للخلاف الذى سبق فى رقم ٢ من هامش ص ٥٠٦.
(٥) كما سيجىء فى رقم ٤ من ص ٥٠٣ وما قبلها مباشرة. ومنها نعلم أيضا عدم صحة مجىء حرف عطف قبل التوكيد مادام توكيدا ، وإلا صار معطوفا.
(٦) «ملاحظة» : قد تكون كلمة «كل» للتوكيد من غير أن تفيد الشمول والعموم ـ