والتذكير ؛ لأنها دخلت فى أسلوب يشبه المثل ، والأمثال لا تتغير مطلقا ، ولا تخالف الصورة الأولى التى وردت بها عن العرب (١) ...
فإن كان فاعل : «حبّ» اسما آخر غير كلمة : «ذا» فإنه لا يلتزم صورة واحدة ، وإنما يساير المعنى ، فيكون مفردا أو غير مفرد ، مذكرا ، أو غير مذكر ، كل هذا على حسب ما يقتضيه المعنى. وعندئذ يجوز رفعه أو جره بباء زائدة فى محل رفع ، كما يجوز فى «حاء» الفعل : «حبّ» أن تضبط بالفتحة أو الضمة ، مثل : حبّ المضىء القمر ـ حبّ المضيئان القمران ـ حبّت المضيئات الأقمار ... وهكذا (٢) ... ؛ (لأنه يجرى على «حبّ» من ناحية ضبط فائها وعينها ما يجرى على مثلهما من الفعل الذى يحول إلى «فعل» وسيجىء الكلام عليه (٣)).
__________________
(١) يقول ابن مالك :
وأوّل : «ذا» المخصوص ، أيّا كان ، لا |
|
تعدل ب «ذا» فهو يضاهى المثلا |
(أول ذا ... : أتبع كلمة «ذا» ... وجىء بعدها بالمخصوص ، أيّا كان. فى أى مكان وصورة وجد من الأسلوب الخاص بالمدح والذم ، أى : سواء أوجد للمفرد وفروعه أم للمذكر وفروعه ـ لا تعدل بذا : لا تمل بلفظ «ذا» إلى غيره ، ولا تنصرف عنه إلى سواه. والمراد لا تدخل عليه تغييرا مطلقا ـ يضاهى : يشابه).
(٢) يقول ابن مالك فى الفاعل إذا كان غير كلمة «ذا» ؛ وفى رفعه أو جره بالباء الزائدة ، وفى ضبط «حاء» الفعل معه ومع «ذا» :
وما سوى «ذا» ارفع بحبّ ، أو : فجر |
|
بالبا ، ودون «ذا» انضمام الحاكثر |
(الفاء فى : «فجر» زائدة ، أو فى جواب شرط مقدر ، أى إن شئت فجر ، لأن حرف العطف لا يدخل على مثله) : يقول : ارفع الفاعل إذا كان اسما غير كلمة «ذا» ، أو : جره بالباء الزائدة. ودون «ذا» أى : فى غير الفاعل : «ذا» ، كثر انضمام الحاء فى فعله «حب» ويفهم من هذا أن ضم الحاء لا يصح إذا كان الفاعل هو كلمة : «ذا» كما شرحنا.
(٣) فى ص ٣٩٠.