(٨) ألا تكون الصفة المشبهة (١) منه على وزن : «أفعل» الذى مؤنثه : «فعلاء» ، نحو (عرج ، فهو : أعرج ، وهى : عرجاء) ـ (خضر ، فهو : أخضر ، والحديقة خضراء). (حمر الجلد ؛ فهو : أحمر ، والوردة حمراء) ـ (حور فهو : أحور ، وهى : حوراء) ... وهكذا من كل صفة مشبهة تدل على لون ، أو : عيب ، أو : حلية ، أو ؛ شىء فطرىّ (٢) ...
* * *
__________________
(١) سبق الكلام عليها وعلى أوزانها فى ص ٢٨١ م ١٠٤.
(٢) لا ترتاح النفس للتعليلات التى ذكروها لمنع الصياغة من هذا القسم بأنواعه المختلفة ، التى لا ينطبق عليها الشرط الثامن ، ولا سيما التعليل بخوف اللبس بين صيغتى : «أفعل» التى تستعمل إحداهما فى التعجب ، والأخرى فى الصفة المشبهة فإن هذا اللبس وهم لا يتحقق ؛ إذ كيف يتحقق وإحداهما فعل ، والأخرى اسم ، ولكل منهما أحكام تغاير الأخرى. فالقرائن قوية تمنعه. ولا علة إلا علة الاستعمال العربى المجرد. وهو ـ فيما يبدو لنا ـ لا يمنع من صياغة التعجب من تلك الأشياء ، وكذا «التفضيل» ـ كما سيجىء فى رقم ١ من هامش ص ٣٩٨ ـ وذلك لسببين :
أولهما : ورود السماع بقدر من تلك الأشياء يكفى للقياس عليه.
وثانيهما : شدة الحاجة إلى التعجب منها فى عصرنا ؛ بسبب ما كشفه العلم الحديث من التفاوت الواسع فى معنى كل منها ، والاختلاف البعيد بين أنواعه ودرجاته. وليس من الممكن إغفال هذا التفاوت والاختلاف فى استعمالاتنا التى تساير الحياة. ومثل هذا يقال فى صوغ «التفضيل» من الأفعال الدالة على تلك المعانى ، بالرغم من أن للنحاة ما يشبه العذر فى بعض أنواع «التفضيل» ، ولكنه عذر يمكن دفعه ـ كما سيجىء البيان المفيد فى رقم ١ من هامش ص ٣٩٨.
ويصرح بعض أئمة الكوفيين : كالكسائى ، وهشام الضرير وغيرهما ، برأى حسن يوافق ما سبق ؛ هو صحة مجىء التعجب مما يدل على الألوان والعاهات ، ووافقهم الأخفش من البصريين فى العاهات ، دون الألوان. وبرأى الكوفيين أخذ المجمع اللغوى ـ كما جاء فى ص ١٢١ من كتابه السالف ـ.
وفى الشروط السابقة يقول ابن مالك (ساردا سبعة ، أما الثامن وهو : «الفعل الماضى» فمفهوم من السياق) :
وصغهما من ذى ثلاث ، صرّفا |
|
قابل فضل ، تمّ ، غير ذى انتفا |
وغير ذى وصف يضاهى أشهلا |
|
وغير سالك سبيل فعلا |
يريد : صغهما من صاحب الحروف الثلاثة (وهو الماضى الثلاثى) ـ المتصرف ـ القابل للتفاوت ـ التام ـ غير المنفى ـ والذى صفته المشبهة ليست مثل : «أشهل» (شهل الرجل ، فهو : أشهل ، الأنثى شهلاء ، أى : قلّ سواد عينه ، وخالطتها حمرة) ، وغير مبنى على صيغة : «فعل» ؛ وهى صيغة بناء الماضى الثلاثى للمجهول ، فهذه سبعة شروط لم يذكر بينها أنهما يصاغان من فعل ، لا من اسم ولا من حرف ؛ لأن هذا الذى تركه مفهوم مما سرده ، كما قلنا.