زيادة وتفصيل :
ا ـ وردت ألفاظ مسموعة شذت صيغتها عن القياس ؛ منها : «المنخل» ؛ للأداة التى ينخل بها الدقيق. «والمدقّ» ؛ للأداة التى تدق بها الأشياء الصّلبة «والمدهن» ؛ للأداة التى تستخدم فى الدهان. «والمكحلة» ؛ للأداة التى تستخدم فى الكحل ، أو للوعاء الذى يوضع فيه. و «المسعط» ؛ للأداة التى يسعط بها العليل ، أو الصبى ، أى : يوضع بها الدواء فى أنفه (وكل ما سبق بضم أوله وثالثه إلا «المدق» فبضم أوله وثانيه) ، «وإراث» للأداة التى توقد النار ...
ولما كانت تلك الأوزان ـ وأشباهها ـ خارجة عن الصيغ القياسية ، جاز استعمالها كما وردت مسموعة عن العرب ، وجاز ـ كما سيتبين بعد (١) ـ اشتقاق صيغة قياسية من مصدر أفعالها الثلاثية المتصرفة تؤدى معناها ومهمتها ، بحيث تجىء الصيغة الجديدة على وزن «مفعل» أو : «مفعلة» ، أو : مفعال» وهى الأوزان الثلاثة القياسية لاسم الآلة.
ب ـ فى محاضر جلسات المجمع اللغوى القاهرىّ ، فى دور انعقاده الأول (ص ٣٧١) ، بحث واف على اسم الآلة ، ونصوص متعددة من المراجع المطولة الأصيلة التى تصدت لبيان أحكامه. ومن ذلك البحث وما تبعه من بحوث فرعية ، وما أناره من جدل عنيف ، ومناقشات مستفيضية مسجلة هناك ـ يتبين أن بين العلماء خلافا شديدا يكاد يتركز فى ثلاث مسائل :
أولها : أيكون اشتقاق اسم الآلة من مصدر الثلاثى المتصرف ، المتعدى واللازم ، أم من مصدر المتعدى فقط ، كما يميل إليه أكثر السابقين؟ وهل يشتق من أسماء الأعيان؟
ثانيها : أيجوز اشتقاق من مصدر الأفعال غير الثلاثية ، أم أمره مقصور على الثلاثية وحدها؟
ثالثها : أيجوز القياس مع وجود صيغة مسموعة تخالفه ، أم يجب الاقتصار عليها؟
__________________
(١) فى «ب» ... التالية.