المسألة ١٠٦ :
اسم الزمان ، واسم المكان (١)
تعريفهما :
اسمان يصاغان من المصدر الأصلى (٢) للفعل بقصد الدلالة على أمرين معا ؛ هما : المعنى المجرد الذى يدل عليه ذلك المصدر ، مزيدا عليه الدلالة على زمان وقوعه ، أو مكان وقوعه.
أو يقال : اسم الزمان ما يدل ـ بكلمة واحدة ـ على المعنى المجرد وزمانه (٣) ، واسم المكان ما يدل ـ بكلمة واحدة ـ على المعنى المجرد ومكانه (٤).
ومن الميسور الوصول إلى هذه الدلالة بتعبيرات أخرى خالية من الاسمين السالفين. ولكنها تعبيرات لن تبلغ فى الإيجاز مبلغ اسم الزمان واسم المكان ، فمزية كل منهما أنه يؤدى بكلمة واحدة ما لا يؤديه غيره إلا بكلمات متعددة.
صوغهما :
ا ـ طريقة صياغتهما ، والوصول إليهما من الماضى الثلاثى ، غير معتل العين بالياء (٥) ، تتحقق بالإتيان بمصدره القياسى ـ مهما كانت صيغته ـ ثم
__________________
(١ و١) لم يعرض لهما ابن مالك فى : «ألفيته». وعرضنا لهما هنا استيفاء للمشتقات. وقد سبق فى ص ١٨٢ بيان مفصل عن المشتقات ، وعن أصلها ؛ أهو المصدر الصريح ، أم الفعل الماضى؟ وأن بعض القدامى يطلق كلمة : «الأخذ» على الاشتقاق من غير المصدر الصريح.
(٢) وفى حالة نصبه التى يكون مشتركا فيها مع حروف عامله يعرب ظرف زمان ؛ كقولهم : قعدت مقعد الضيف ، أى : زمن قعوده. فكلمة : «مقعد» ظرف زمان منصوب. (راجع الخضرى والصبان ج ١ أول باب الظرف).
(٣) وإذا كان منصوبا مشتركا مع عامله فى حروفه فإنه يعرب ظرف مكان ـ كما تقدم فى باب الظرف فى الجزء الثانى ـ ؛ نحو : قعدت مقعد الغائب ، أى : مكان قعوده.
(٤) أما صوغهما من الثلاثى معتل العين بالياء فقد سبق حكمه فى ص ٢٢٩ تحت عنوان : «ملاحظة» ـ كما أشرنا فى ص ٣٠٨ ـ.