ب ـ وتخالفه فى أمور وأحكام هامة ؛ توضّح حقيقة كل منهما ، تميزه من الآخر. منها :
(١) اشتقاقها من الفعل اللازم حقيقة ، أو من المتعدى الذى هو فى حكم اللازم وفى منزلته ـ فمثال الأول : حسن ، وجميل ؛ فى نحو : «الغزال حسن الصورة ، جميل العينين» ، وفعلهما : حسن وجمل ل (بضم عينهما) وهما فعلان لازمان. وكذلك سمح ، وجامد ، فى قول الشاعر :
السمح فى الناس محبوب خلائقه |
|
والجامد (١) الكفّ ما ينفكّ ممقوتا |
وفعلهما : «سمح ، وجمد» وهما لازمان.
ومثال الثانى : «هذا فارع (٢) القامة ، عالى الرأس ؛ إذا أريد بكل من : «فارع» و «عال» الثبوت والدوام (٣) ، لا التجدد والحدوث. وفعلهما : «فرع» وعلا ؛ وكلاهما متعد. ولكن مجىء الصفة المشبهة من مصدره ـ عند إرادة الثبوت نصّا ـ جعله بمنزلة اللازم ، إذ أنها لا تصاغ أصالة إلا منه ، ولا تصاغ من المتعدى إلا على هذا الاعتبار الذى يجعله بمنزلة اللازم (٤). أما اسم الفاعل فيصاغ من اللازم والمتعدى بغير تقيد بأحدهما.
(٢) تعدد صيغها القياسية وكثرة الأوزان المسموعة ؛ بخلاف اسم الفاعل فإن له صيغة قياسية واحدة إذا كان فعله ثلاثيّا ؛ هى صيغة : «فاعل». وأخرى على وزن مضارعه مع إبدال أوله ميما مضمومة وكسر الحرف الذى قبل الآخر ـ كما عرفنا ـ إن كان فعله غير ثلاثى. والصيغتان محدودتان مضبوطتان.
__________________
(١) جامد الكف هو : البخيل. وكلمة : «جامد» فى أصلها اسم فاعل ، ولكنها هنا صفة مشبهة ، بقرينة لفظية ؛ هى إضافتها إلى الفاعل ، (واسم الفاعل إذا أضيف لمرفوعه صار صفة مشبهة ؛ طبقا لما تقرر فى بابه ..) وأخرى معنوية ، هى : أن الحمود ـ بمعنى : البخل ـ صفة من الصفات الثابتة التى تلازم صاحبها غالبا.
(٢) طويل مرتفع ...
(٣) يدل على هذا هنا إضافة اسم الفاعل إلى فاعله ؛ لأن إضافته لمرفوعه تصيره صفة مشبهة.
(٤) راجع إيضاح هذا وبيان أنواع اللزوم فى هامش ص ٢٦٧ ومن تلك الأنواع : أن يحول الثلاثى المتعدى ، إلى صيغة «فعل» (بضم العين) بقصد المدح أو الذم أو غيرهما ، فيصير لازما بالتحويل (لأن هذه الصيغة لا تكون إلا لازمة). وعندئذ تجىء الصفة المشبهة من مصدره قياسا ، ومن ثم كان «الرحمن» ، و «الرحيم» ، و «العليم» ... و ـ ونظائرها من صفات المولى ـ معدودا ـ من الصفات المشبهة ، ... مع أن فعلها الأصلى : هو : «رحم ، «علم» وهما فعلان متعديان.