وبالرغم من قياسيته يحسن الإقلال منه قدر الاستطاعة ، وقد يزاد على آخره ياء مشددة للنّسب ، فتقرّبه. من المشتقات ؛ نحو : تناولنا شرابا عسلا طعمه ، أو : تناولنا شرابا عسليّا طعمه. ويجوز فى معموله (وهو هنا كلمة : طعم) ما يجوز فى معمول الصفة المشبهة من الرفع ، أو : النصب ، أو : الجر ، على التفصيل المذكور فى إعمالها ـ وسيأتى (١) ـ ، فنقول : تناولنا شرابا عسلا طعمه ؛ بالرفع ـ عسلا طعما ، بالنصب ـ عسل الطعم ، بالجر بالإضافة. مع جواز زيادة الياء المشددة فى كل حالة ، وعليها تقع علامات الإعراب.
ومن أمثلته قول الشاعر يهجو :
فراشة الحلم ، فرعون العذاب ، وإن |
|
تطلب نداه فكلب دونه كلب |
والمراد بفراشة ..... طائش ، وبفرعون .... أليم ، أو : شديد.
والمعانى الثلاثة على التأويل بالمشتق ، وقول الآخر :
فلولا الله والمهر المفدّى |
|
لأبت وأنت غربال الإهاب |
والمراد : مثقّب الجلد. وهذا على التأويل بالمشتق أيضا.
* * *
والآن نعود إلى صياغة النوع الأول الأصيل ، وأوزانه :
لما كانت الصفة المشبهة الأصلية لا تصاغ قياسا إلا من مصدر الفعل الماضى الثلاثى ، اللازم ، المتصرف .... تحتّم أن يكون فعلها كسائر الأفعال الثلاثية. إما مكسور العين (أى : على وزن : «فعل») ، وهو أكثر أفعالها المتصرفة التى يقع الاشتقاق من مصدرها ، وإما مضموم العين ، (أى : على وزن «فعل») ويلى الأول فى كثرة الصياغة من مصدره ، وإما مفتوح العين ، (أى : على وزن : «فعل») ، وهو أقل أفعالها ، بل أندرها. وأوزانها القياسية من هذه الأنواع الثلاثة كثيرة نعرض أشهرها ، وضوابطه فيما يلى :
(١) فإن كان الماضى الثلاثى اللازم على وزن «فعل» ـ بكسر العين ـ وكان دالا على فرح ، أو حزن ، أو أمر من الأمور التى تطرأ وتزول سريعا ،
__________________
(١) فى ص ٢٩٤.