صيغته ووزنها فى أفعال أخرى ، أو القياس عليها فى فعل غير فعله. وهذا لوزن السماعىّ لا يمنع استعمال الصيغة القياسية ؛ كما أوضحنا أول الباب (١) ومن أمثلة السماعىّ : سخط سخطا ، ذهب ذهابا ـ شكر شكرا ـ عظم عظمة ... وغير هذا كثير ؛ جعل النحاة يقررون ما سبق من أن أوزان المصادر القياسية للماضى الثلاثى ؛ أوزان جارية على الأغلب ، ولا تفيد الحصر ؛ لوجود كثير سماعىّ غيرها (٢) ؛ حتى قيل إنها لا تكاد تنضبط (٣) ، واقتصر بعض النحاة على سرد تسع وتسعين صيغة تخالف كل واحدة منها القياس
__________________
(١) فى ص ١٩١ عند الكلام على : «ثانيهما».
(٢) انظر «الملاحظة» التى فى هامش ص ١٩٣.
(٣) وفى مصادر الثلاثى اللازم مفتوح العين يقول ابن مالك :
و «فعل» اللّازم مثل : قعدا |
|
له «فعول» باطّراد كغدا |
ما لم يكن مستوجبا «فعالا» |
|
أو : «فعلان» فادر ، أو «فعالا» |
أى : أن مصدر «فعل» اللازم ، مفتوح العين ، هو : «فعول» باطراد ؛ كغدا غدوّا ؛ (بمعنى ذهب فى وقت الغدوة ، وهى أول النهار) وهذا يكون فى الحالة التى لا يستوجب فيها الفعل مصدرا آخر على وزن : «فعال» أو : «فعلان» أو «فعال» وقد بين فى البيتين التاليين هذه الحالة بقوله :
فأوّل لذى امتناع كأبى |
|
والثّان للّذى اقتضى تقلّبا |
يريد : أن الوزن الأول وهو «فعال» يكون مصدرا لكل فعل دل على امتناع ، نحو : أبى إباء ، وأن الوزن الثانى ؛ «فعلان» يكون مصدرا لكل فعل دل على حركة وتقلب واضطراب. مثل جال جولانا ـ طاف طوفانا ـ أما الوزن الثالث وهو : «فعال» فقد بين فعله بقوله :
للدّا «فعال» ، أو : لصوت. وشمل |
|
صوتا وسيرا : «الفعيل» ، كصهل |
(للدا : أى : للداء والمرض) ففعله يدل على داء ومرض ؛ نحو : سعل سعالا ، أو يدل على صوت ، نحو : نعب ، نعيبا ، وقد يستعمل «الفعيل» مصدرا للفعل الدال على الصوت أو على السير ، نحو صهل الحصان صهيلا ـ رحل الغريب رحيلا. ثم بين أن ما جاء مخالفا لأنواع المصادر القياسية فأمره مقصور على النقل ، أى : على السماع. يقول :
وما أتى مخالفا لما مضى |
|
فبابه النّقل ؛ كسخط ، ورضا |
لأن فعلهما ثلاثى مكسور العين ، فإن كان متعديا فقياس مصدره : «فعل» كما عرفنا. فيقال فيهما سخط ـ ورضى ، وإن كان لازما فقياس مصدره ، فعل ، كفرح ، وغضب ... فجاء السماع فيهما مخالفا القياس فى الحالتين. ثم أشار إلى مصدر الثلاثى مضموم العين (وهو لازم حتما ، كما سبق ، فى ـ