المسألة ٩٨ :
أبنية المصادر (١)
المصادر الصريحة ثلاثة أنواع قياسية :
أولها : «المصدر الأصلى» ، وهو ما يدل على معنى مجرد ، وليس مبدوءا «بميم» زائدة ، ولا مختوما بياء مشدّدة زائدة ، بعدها تاء تأنيث مربوطة ؛ ومن
__________________
(١) إذا أطلق المصدر كان المراد النوع الأول من الثلاثة الآتية ، وهو : «الصريح الأصلى» دون المؤول ، ودون النوعين الآخرين. ـ كما سيجىء فى ص ١٨٥ و١٨٨ و٢٠٧ ـ
وهنا موضع الكلام على المصادر الثلاثة الصريحة ، وكل واحد منها يصح أن يتعلق به شبه الجملة. مع ملاحظة ما سبق فى باب : «المفعول المطلق» (ج ٢ م ٧٤ ص ١٦٦) من أمور هامة تختص بالمصدر من ناحية تقسيمه إلى : مؤكّد لعامله ، ومبين للنوع ، ومبين للعدد ... ، ومن ناحية ذكر عامله أو حذفه ... إلخ ...
أما المصدر المؤول فقد سبق تفصيل الكلام عليه (فى ج ١ م ٢٩ ص ٢٩٥ آخر باب : الموصول) حيث سردنا الحروف المصدرية ، ومهمة كل منها ؛ وصلته ، وطريقة السبك ، وما يمتاز به المصدر المؤول دون الصريح ، وسائر أحكامه المختلفة ...
وقد وضع ابن مالك فى «ألفيته» هذا الباب بعد بابى «إعمال المصدر» و «إعمال اسم الفاعل» واسم المفعول» ولعل حجته ما ردده بعض النحاة من أن الإعمال أمر نحوى وثيق الصلة بالأبواب التى سبقت ، وأن الأبنية والصيغ أمر صرفى يجىء فى المنزلة التالية لمسائل النحو وأبوابه. وهذه حجة واهية ـ فيما نرى ـ إذ الترتيب المنطقى يقتضى تقديم الأبنية والصيغ ليكون إعمالها وأحكامها وكل ما يختص بها منصبا على شىء معلوم مفهوم. ولا يعقل سرد الأحكام الخاصة بشىء دون أن يكون معلوما من قبل. لهذا لم نأخذ بترتيب ابن مالك هنا ، وقدمنا باب أبنية المصادر.
كلمة عن الجمود والاشتقاق ، ومكان المصدر منها :
الاسم قسمان : (ا) جامد ؛ وهو : ما لم يؤخذ من غيره. (أى : أنه وضع على صورته الحالية ابتداء. فليس له أصل يرجع إليه ، وينتسب له.) مثل : شجرة ـ قلم ـ أسد ـ حجر ـ .... ومثل : فهم ـ نبوغ ـ ذكاء ـ سماحة ... والجامد قسمان : «اسم ذات» ؛ وهو : ما يدل على شىء مجسم محسوس ، كالأمثلة الأربعة الأولى ، وما شابهها من أسماء الأجناس الحسية (وهى التى لها كيان مجسم يدخلها فى دائرة الحس) ، «واسم معنى» ؛ وهو : ما يدل على شىء عقلى محض (أى : شىء معنوى يدرك بالعقل ، ولا يقع فى دائرة المحسوس) كالأمثلة الأربعة الأخيرة وأشباهها مما ليس مجسما ولا مشخصا ؛ كسائر أسماء الأجناس المعنوية. ـ