أما «معاونىّ» ، المنصوبة فى المثال ، فأصلها : «معاونين لى» ؛ حذفت النون واللام للإضافة ، ثم أدغمت هذه الياء الساكنة فى الياء المفتوحة ، التى هى المضاف إليه : فصارت معاونىّ ... ومثل هذا يقال فى «مشاركىّ» المجرورة ، حيث الحذف والإدغام كذلك.
ومما سبق نعلم أيضا أن «الياء» المشددة التى تنشأ من إضافة جمع المذكر السالم ـ وشبهه ـ يجب كسر ما قبلها إن كان مضموما قبل الإضافة لياء المتكلم .. وإن شئت فقل : يجب كسر ما قبلها إن كان جمع المذكر السّالم ـ وشبهه ـ مرفوعا بالواو ، وقبل هذه الواو ضمة.
فإن لم يكن قبل الياء المشددة ضمة ، بل قبلها كسرة بقى اللفظ على حاله ، كما فى كلمتى : «معاونىّ ، ومشاركىّ» السّالفتين. وإن كان فتحة ، بقى على فتحه ؛ أيضا ؛ منعا للإلباس (١) ؛ مثل الكلمات : (المرتضون ـ المرتجون ـ المصطفون ـ المنتقون ... تقول (٢) عند إضافتها : هؤلاء مرتضىّ ـ كان مرتجىّ من خياركم ـ وإن السباقين فى الحلبة مصطفىّ ومنتقىّ (٣).
__________________
(١ و١) فألف المقصور الزائدة على ثلاثة تحذف وتبقى الفتحة ؛ قبلها دليلا عليها. ثم تقلب واو جمع المذكر السالم ياء ساكنة ، وتدغم الياء فى الياء.
(٢) يقول ابن مالك فى باب : «المضاف لياء المتكلم» ما نصه :
آخر ما أضيف لليا اكسر ، إذا |
|
لم يك معتلّا ، كرام وقذى |
أو يك كابنين وزيدين ، فذى |
|
جميعها اليا بعد فتحها احتذى |
(«القذى» : الأجسام الصغيرة التى تقع فى العين فتؤلمها. «فذى» : فهذه. «احتذى» : اتبع.) يريد : اكسر آخر الاسم الذى أضيف للياء ـ وهى : ياء المتكلم ـ بشرط ألا يكون هذا الاسم معتل الآخر ؛ كرام (اسم فاعل من : رمى) وقذى. والتمثيل «برام» فيه إشارة للمنقوص ، والتمثيل «بقذى» فيه إشارة للمقصور. فالمراد بالمعتل هنا : المقصور والمنقوص. وكذلك لا يكون كابنين ، «وزيدين» يشير إلى المثنى ، وجمع المذكر ، وشبههما. فهذه الأربعة جميعها تكون بعدها «ياء المتكلم» ـ وهى المضاف إليه ـ مفتوحة ـ كما شرحنا ـ ثم قال :
وتدغم اليا فيه والواو ، وإن |
|
ما قبل واو ضمّ فاكسره يهن ـ |
أى : الياء التى فى آخر المضاف. فتدغم فى ياء المتكلم فى جميع ما سبق. وكذلك تدغم الواو أيضا. فالمراد أن ياء المتكلّم تدغم فى ياء المثنى المنصوب ، وفى ياء جمع المذكر المنصوب. وكذلك تدغم فى واو ـ