ثانيا (١) : يجب تسكين آخر المضاف ، وبناء المضاف إليه (وهو : ياء المتكلم) على الفتح ـ فقط ـ فى محل جر فى الأحوال الأربعة الآتية (٢) :
(١) أن يكون المضاف اسما مقصورا (٣) ؛ مثل كلمة : «هدى» فى نحو : هداى خير الوسائل للسعادة. ومن العرب من يقلب ألف المقصور ياء ، ويدغمها فى ياء المتكلم ؛ فيقول : هدىّ خير الوسائل للسعادة. ولكن هذا الرأى ـ مع جواز محاكاته ـ لا يحسن اليوم الأخذ به ؛ منعا لفوضى التعبير (٤) ...
(٢) أن يكون المضاف اسما منقوصا (٥) ؛ مثل كلمة : «هاد» ؛ فى نحو : العقل هادىّ إلى الرشاد ... (والمنقوص : اسم معرب ، آخره ياء لازمة ، مكسور ما قبلها ، غير مشددة ؛ مثل : الهادى ـ الداعى ـ الوالى ... (٦)) فهذه الياء عند الإضافة وحذف «أل» تسكن ، وتدغم فى ياء المتكلم التى يجب بناؤها على الفتح فى محل جرّ : فيحدث من إدغامهما ياء مشددة).
(٣) أن يكون المضاف مثنى ـ أو شبهه ؛ كاثنين ـ مرفوعا أو غير
__________________
(١) أما الحكم الأول فقد سبق فى ص ١٦٩.
(٢) مع ملاحظة ما سبق فى «ب» من الزيادة والتفصيل ص ١٧٣.
(٣) هو الاسم المعرب الذى آخره ألف لازمة ، مثل : الهدى : الرضا ... وتفصيل الكلام عليه فى ج ١ ص ١٢٢ م ١٥.
(٤) وفى هذه الحالة يكون معربا بالياء التى أصلها الألف ، بدل حركات الإعراب التى كانت مقدرة على الألف. فهو مما ناب فيه حرف عن حركة ـ طبقا للبيان السابق فى موضعه الأنسب ـ ج ١ ص ١٠٦ م ٧ «ب» ـ لكن يكاد يقع الاتفاق على قلب الألف ياء فى الظرف. «علا» (كعصا) (وهو لغة فى : «عل» بمعنى : «فوق» وقد سبق الكلام عليه فى الظروف ص ١٤٧ ـ كما سبق بيان إعرابه مفصلا فى ج ١ م ١٦ ص ١٧٨ فى آخر الكلام على الاسم المعرب المعتل الآخر). عند إضافته لياء المتكلم فى لغة من يجيز إضافته ؛ نحو : أحجب الشمس من علىّ. وكذلك الظرف «لدى» ، ومن الواجب أن تقلب ألف «لدى» ياء عند إضافته لياء المتكلم ، أو لغيرها من الضمائر : نحو : لدىّ العون لمن يستعيننى ، ولديك الإكرام لمن يقصدك كما سبقت الإشارة. أما «على» و «إلى». الحرفان الجاران فيجب قلب ألفهما ياء عند جرهما الضمير مطلقا.
(٥) من الحالتين الأولى والثانية يتضح حكم الاسم المعرب المعتل الآخر بالألف أو بالياء عند إضافته لياء المتكلم. أما حكم الاسم المعرب المعتل الآخر بالواو فقد سبق فى «د» من ص ١٧٤.
(٦) تفصيل الكلام عليه فى ج ١ ص ١٢٤ م ١٥.