زيادة وتفصيل :
ا ـ سبق القول (١) أن كلمة : «أىّ» هذه ، إن أضيفت إلى نكرة ، وكانت النكرة اسما مشتقّا ـ كان المقصود من المدح أو الذم أمرا واحدا ، هو المعنى المجرد المفهوم من الاسم المشتق. (أى الأمر المعنوى الذى يدل عليه هذا المشتق ، بغير نظر إلى ذات أو غيرها) ، فإذا قلنا : رأينا فارسا أىّ فارس ... فالمقصود هو المدح بالفروسية وحدها ، المفهومة من المشتق : «فارس». وإذا قلنا : احترسنا من خائن أىّ خائن ، فالمعنى المراد من الذم هو مجرد الوصف بالخيانة المفهومة من المشتق : خائن.
أما إذا أضيفت «أىّ» إلى نكرة غير مشتقة فإن المدح أو الذم يشمل جميع الأوصاف التى يصح أن توصف بها هذه النكرة ؛ فمن يقول لآخر : «إنى مسرور بك ؛ فقد رأيتك رجلا أىّ رجل ...» فكأنما يقول : رأيتك رجلا جمع كل الصفات الطيبة التى يمدح بها الرجل. ومن يقول عن امرأة بغيضة : «إنها امرأة أىّ امرأة ...» فإنما يقصد أنها جمعت كل الصفات الرديئة التى تذم بها المرأة.
والأغلب فى هذه النكرة (التى هى الموصوف (٢)) أن تكون مذكورة فى الكلام ، ومن الشاذ الذى لا يقاس عليه ـ فى رأى كثير من النحاة ـ ورود السماع بها محذوفة فى قول الشاعر :
إذا حارب الحجاج أىّ منافق |
|
علاه بسيف كلما هزّ يقطع |
ويقول السيوطى : «إن هذا فى غاية الندور» (٣) فلا يصح ـ عندهم ـ
__________________
(١) فى ج ١ باب الموصول ، م ٢٦ ص ٣٣٠.
(٢) والتى ليست مصدرا ؛ لأن المصدر قد يحذف ، وتنوب عنه صفته.
(٣) عبارة السيوطى فى شرحه الهمع (ج ١ ص ٩٣ ـ باب : الموصول عند الكلام على النكرة الموصوفة «بأى») هى :
(الغالب ذكر هذه النكرة ، وقد تحذف ؛ كقوله : «إذا حارب الحجاج أى منافق ...» أى : منافقا أى منافق ، وهذا فى غاية الندور) اه. مع أنه قال فى المتن قبل ذلك مباشرة فى حذف هذه النكرة الموصوفة بكلمة : «أىّ» النعتية التى نحن بصددها ما نصه : (حذفها نادر ، وقيل : سائغ)» اه. ثم انظر ص ١١٥ وهامشها حيث الرأى الحاسم.