ب ـ أىّ الشرطية : اسم شرط جازم ، معرب ، يجزم فعل الشرط والجواب معا ؛ كقولهم : (أىّ صاحب يصحبك لغاية يرجوها ، يهجرك بعد إدراكها). وهو يفيد تعليق الجواب على الشرط ؛ فإذا وقع الشرط ؛ فإذا وقع الشرط وتحقق ، وقع الجواب ـ غالبا ـ وتحقق تبعا لذلك ، وإلا فلا يقع (١) ...
وهذا الاسم فى دلالته عام مبهم ؛ فهو صالح لأن يراد منه كل أمر من الأمور الحسيّة والمعنوية. ولكن هذا التّعميم والإبهام يزول بالمضاف إليه ؛ فإنه يحدد المراد ويعيّنه ؛ (كالشأن فى جميع أنواع «أىّ» المضافة).
ومن الواجب إضافة «أىّ» لفظا ومعنى معا ، كالمثال السابق ، أو معنى فقط ؛ نحو : (أىّ ... يصحبك لغاية يهجرك بعد إدراكها).
(١) ويجوز إضافتها لنكرة مطلقا (دالّة على إفراد ، أو : على تثنية ، أو : جمع) ؛ نحو : أىّ ضعيف يستعن بى أعاونه ـ أى ضعيفين يستعينا بى أعاونهما ـ أىّ ضعاف يستعينوا بى أعاونهم ـ أىّ ضعيفة تستعن بى أعاونها ـ أىّ ضعيفتين تستعينا بى أعاونهما ـ أىّ ضعيفات يستعنّ بى أعاونهن ... و ...
وإذا أضيفت «أىّ» إلى النكرة كان معناها ، ومدلولها المراد هو : المضاف إليه جميعه ، وهو النكرة كاملة ، ولهذا تكون «أىّ» بمنزلة كلمة : «كلّ» ، مثل قول الشاعر:
أىّ حين تلمّ بى تلق ما شئ |
|
ت من الخير ؛ فاتخذنى خليلا |
(٢) وكذلك يجوز إضافتها إلى معرفة بشرط أن تكون هذه المعرفة دالة على متعدد حقيقى ، أو : «تقديرى» ، أو «بالعطف بالواو» ، ، (والمراد به : عطف معرفة مفردة (٢) على الأولى بالواو خاصة ...) ، وقد شرحنا أنواع التعدد الثلاثة ، ومعنى كل (٣). فمن أمثلة المتعدد الحقيقى : أى الرجال يكثر مزحه تضع هيبته. ومن أمثلة التعدد التقديرى : أىّ الوجه يعجبك يعجبنى ؛ بمعنى :
__________________
(١) كما سيجىء البيان فى الباب الخاص : (عوامل الجزم : ج ٤).
(٢) وهى التى لا تدل على متعدد.
(٣) فى رقم ٢ من ص ١٠٥.