أو : جمع ؛ نحو : أىّ الفريقين أحق بالإعجاب؟ ... و ... أيكم أحسن عملا؟ أى الرجال المهذب؟.
ب ـ والمتعدد التقديرى : هو ما يدل بلفظه على مفرد له أجزاء متعددة (١) ، بعضها هو المقصود بالاستفهام عنه عند الإضافة ؛ فيكون «المضاف إليه» مفردا فى ظاهره ؛ ولكنه متعدد فى التقدير ؛ بسبب تلك الأجزاء التى يتكون منها ؛ ويقوم المعنى على أساس ملاحظتها وتقدير وجودها ، برغم أنها غير موجودة فى الكلام ؛ فكأنّ : «أىّ» ليست مضافة إلى معرفة مفردة ، وإنما هى مضافة ـ تقديرا ـ إلى معرفة متعدّدة. وإن شئت فقل : إنّها ليست مضافة إلى المعرفة المفردة مباشرة ، وإنما هى مضافة إلى كلمة محذوفة ، هى كلمة: «أجزاء» ، أو ما يشابهها ؛ مثل : أىّ الشجرة أنفع؟ أى الوجه أجمل؟ أىّ التّمثال أدقّ؟ تريد : أىّ أجزاء الشجرة أنفع؟ أى أجزاء الوجه أجمل؟ أىّ أجزاء التمثال أدق؟ فكلمة : «أىّ» فى الأمثلة السّابقة ـ ونظائرها ـ مضافة إلى معرفة مفردة ، لها أجزاء هى الملحوظة عند الإضافة ، وعند السؤال بكلمة : «أىّ» التى معناها والمراد منها هو معنى المضاف إليه ؛ لما سبق من أنّها مبهمة ، والذى يزيل إبهامها هو المضاف إليه ، فلابد أن يتساويا معنى ؛ إذ لا يصح أن يختلف الموضّح والموضّح فى المعنى أو فى مقداره.
ولما كان المراد من المضاف إليه ـ فى الاستفهام ـ هو جزؤه (٢) لا كلّه ، وجب أن يكون المراد منها هو ذلك الجزء أيضا. ولهذا يقال عنها إنها بمعنى : «بعض» من كلّ ، (يريدون : بعض المضاف إليه ...) ويجيبون عنها بالأجزاء أيضا ؛ فيجاب عما سبق بأنه : (جذعها ، أو : ثمرها ...) ـ أو : (العين ، أو : الأنف ...) ـ أو : (الرأس ، أو : الظهر ...) فكأن المضاف إليه متعدد ، أو أن «أىّ» مضافة ، والمضاف إليه كلمة محذوفة ملحوظة فى النيّة ، تدل على متعدد ، والتقدير : أىّ أجزاء كذا. والأمران سيّان.
__________________
(١) قد يدل المتعدد التقديرى على أنه مفرد له أنواع متعددة ، لا أجزاء متعددة ؛ فتكون الأنواع هى المقصودة عند الإضافة ، ويجرى عليها حكم الأجزاء ؛ نحو : أى الدينار دينارك؟ أى الكسب أطيب؟
(٢) أو نوعه ، طبقا للمبين هنا ، وفى هامش الصفحة الآتية.