حركة لام الجر :
تتحرك لام الجر بالكسرة إن دخلت على اسم ظاهر غير المستغاث (١) فى ، نحو : يا للقادر للضعيف ؛ وتتحرك بالفتحة إن دخلت على ضمير ، إلا على ياء المتكلم ؛ فتكسر فى نحو : رب اغفر لى ...
* * *
حتى (٢) : حرف جرّ أصلى ، وهو نوعان :
(ا) نوع لا يجر إلا الاسم الظاهر الصريح (٣) ، ومعنى : «حتى» فى هذا النوع الدلالة على انتهاء الغاية (٤) ولهذا تسمى فيه : «حتى الغائية» نحو : تمتعت بأيام الراحة حتى آخرها. والأكثر أن يكون الوصول إلى نهاية الغاية تدرجا وتمهلا ، أى : دفعات لا دفعة واحدة. والغالب كذلك أن يجرّ الآخر ، أو ما يتصل بالآخر مما يكون قبله مباشرة. نحو : شربت الكوب كله حتى الصّبابة ، وأتممت الصفحة حتى السطر الأخير. ونحو : سهرت الليلة حتى السّحر ، وتنقلت فى الحديقة حتى الباب الخارجىّ. والغالب أيضا أن تدخل نهاية الغاية فى الحكم (٥) الذى قبل «حتى». إلّا إذا قامت قرينة على عدم الدخول ؛ نحو : قرأت الكتاب كله
__________________
(١) وغير المنادى المقصود به التعجب ؛ كالذى سبق فى رقم ١٢ من ص ٤٤١ فإن اللام فيه صالحة للفتح والكسر.
(٢) سيجىء فى ج ٤ م ١٤٩ ص ٢٥٢ تلخيص مفيد لجميع أنواع «حتى» وتفصيل هام عن نوعها الجار.
(٣) المراد بالظاهر ما ليس ضميرا ، وبالصريح ما ليس مصدرا مؤولا من «أن المصدرية» والجملة المضارعية بعدها.
(٤) أى : على أن المعنى قبله ينتهى وينقطع بوصوله إلى الاسم المجرور به ـ كما سبق ـ وعلامته. صحة وقوع : «إلى» الدالة على انتهاء الغاية مكانه.
«وحتى» أحد حروف ثلاثة تدل على انتهاء الغاية ـ وقد سبق الحرفان الآخران : «إلى» فى ص ٤٣٣ و «اللام» فى ص ٤٣٧ ـ وإذا كانت «حتى» لانتهاء الغاية اقتضت أن ينقضى ما قبلها شيئا فشيئا ، لا دفعة واحدة ، ولا سريعا ؛ فلا بد فى انقضائه من التدرج والتمهل ـ كما سيجىء ـ.
(٥) وهذا أحد الأوجه التى تخالف فيها : «إلى». ومنها أيضا ؛ أنه يجوز أن نقول : كتبت إلى الأخ رسالة ، ولا يصح : كتبت حتى الأخ رسالة ، لأن «حتى» الغائية تتطلب ـ كما سبق ـ أن ينقضى المعنى قبلها شيئا فشيئا ، وعلى عدة دفعات حتى يصل إلى نهاية الغاية ؛ بخلاف «إلى» والكناية لا تحتاج إلى هذا ، فناسبها «إلى» ـ كما يجوز أن تقول : انتقلت من البادية إلى الحاضرة ، ولا يحسن أن تقول : «حتى» الحاضرة ؛ لأن الأساليب الصحيحة المأثورة التزمت ـ أو كادت ـ مجىء : «إلى» الدالة على النهاية بعد : «من» الدالة على البداية. ـ