قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    النّحو الوافي [ ج ٢ ]

    النّحو الوافي

    النّحو الوافي [ ج ٢ ]

    المؤلف :عبّاس حسن

    الموضوع :اللغة والبلاغة

    الناشر :دار المعارف

    الصفحات :557

    تحمیل

    النّحو الوافي [ ج ٢ ]

    442/557
    *

    ١٣ ـ الدلالة على العاقبة المنتظرة ، (أى : على النتيجة المرتقبة أو : الصيرورة). نحو : سأتعلم للحياة السعيدة ، وأتنقل فى جنبات المعمورة لتحصيل أنفع التجارب. ونحو : ربّيت النمر للهجوم علىّ. يقول هذا من صادف نمرا صغيرا فأشفق عليه وتعهده ، وخدع فيه ، ثم غدر به النمر ، فكأنه يقول ساخطا متألما متهكما : ربيته ، فكانت عاقبة التربية ونتيجتها الهجوم علىّ. ونحو : أربى هذ الولد الضال ليسرقنى ، ويفر كأخيه. يقول هذا من يؤوى إليه شريدا ، ويحسن إليه ، وهو يتوقع أن يغافله ، ويسرقه ، ويهرب ، كما فعل أخوه من قبل. وتسمى اللام فى الأمثلة السابقة وأشباهها : لام «الصيرورة» ، أو : «العاقبة» لأنها تبين ما صار إليه الأمر ، وتوضح عاقبته (١) ...

    ١٤ ـ الدلالة على التبليغ ؛ وهى الدالة على إيصال المعنى إلى الاسم المجرور بها ؛ نحو : قابلت صديقك ، ونقلت له ما تريد أن أقوله ... (وقد يسميها لذلك بعض النحاة «لام التعدية» يريد : إيصال المعنى وتبليغه).

    ١٥ ـ الدلالة على التبيين ؛ أى : إظهار أن الاسم المجرور هو فى حكم المفعول به معنى ، وما قبلها هو الفاعل فى المعنى كذلك ، بشرط أن تقع بعد اسم تفضيل أو فعل تعجب ، مشتقين من لفظ يدل على الحب ، أو البغض ، وما بمعناهما ؛ كالودّ ، والكره ، ونظائرهما ... ، نحو : السكون فى المستشفى أحبّ للمرضى ، وإطالة زمن الزيارة أبغض لنفوسهم. فالمجرور باللام فى المثالين ـ وأشباههما ـ فى حكم المفعول به من جهة المعنى (لوقوع أثر الكلام السابق عليه) لا من جهة الإعراب. فكلمة «السكون» هى الفاعل المعنوى ـ لا النحوى ـ الذى أوجد الحب ، وكان سببا فيه. وكلمة : «المرضى» هى المفعول به المعنوى ـ لا النحوى ـ الذى وقع عليه الحب ، وانصبّ عليه أثره. ومثل هذا يقال فى كلمتى : «إطالة ، ونفوس» فالأولى هى الفاعل المعنوى ـ لا النحوى ، والأخرى هى المفعول به المعنوى كذلك.

    ومثل : البدوى الصميم أحبّ للصحراء ، وأبغض للحضر ، وما أكرهه

    __________________

    (١) ومنها قوله تعالى فى موسى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ ؛ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً.)