بينهما. أو بين المتضايفين ؛ كقولهم : لا أبا لفلان ، على الرأى الذى يعتبرها زائدة (١).
وقد أجازوا زيادتها (٢) للضرورة الشعرية بين المنادى المضاف والمضاف إليه ، كقول الشاعر (٣) فى فتاة :
لو تموت لراعتنى ، وقلت ألا |
|
يا بؤس للموت. ليت الموت أبقاها |
وقول الآخر (٤) :
يا بؤس للجهل ضرّارا لأقوام ...
ومن المستحسن اليوم الاقتصار فى الزائدة على المسموع ؛ مبالغة فى الاحتياط ١٠ ـ التقوية. وهى التى تجىء لتقوية عامل ضعيف ؛ إما بسبب تأخره عن معموله. نحو قوله تعالى: (... إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(٥) وقوله تعالى : (... لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ،) وإما بسبب أنه فرع مأخوذ من غيره. كالفروع المشتقة ؛ مثل قوله تعالى : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ.) وقوله : (... مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) وقول علىّ رضى الله عنه : «لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له ، والناهين عن المنكر العاملين به» ، فأصل الكلام فى الآيتين الأوليين : إن كنتم تعبرون الرؤيا ـ يرهبون ربّهم ... فلما تقدم كل من المفعولين على فعله ضعف الفعل بسبب تأخيره عن معموله (مفعوله) ؛ فجاءت اللام لتقويته (٦). وأصل الكلام فى الآيتين الأخيرتين وفى كلام علىّ : فعّال
__________________
(١) وهو أحد الأوجه التى أوضحناها ، وشرحنا معها الأسلوب ، والمراد منه ، فى ج ١ باب : «الأسماء الستة» م ٨ ص ٩٩.
(٢) كما سيجىء فى ج ٣ باب : «الإضافة» وفى ج ٤ باب : «النداء».
(٣) هو أبو جنادة العذرى من الشعراء الذين أدركوا الدولة الأموية.
(٤) هو النابغة الذبيانى ، وصدر البيت :
قالت بنو عامر خالوا بنى أسد ... إلخ : خالى فلان قبيلته : تركها ، والمراد : اتركوا بنى أسد ...
(٥) الرؤيا هنا : الحلم المنامى. وتعبيره : تفسيره.
(٦) أشرنا باختصار فى رقم ١ من هامش ص ٤٠٥ إلى أن اللام التى تفيد التقوية زائدة زيادة غير محضة ، (أى : أنها زائدة شبيهة بالأصلية) لأنها تفيد عاملها ـ لا الجملة ـ معنى جديدا ؛ هو : «التقوية» ومن أجل هذا المعنى تتعلق بعاملها فأشبهت حرف الجر الأصلى فى جلب معنى جديد يكمل ـ