اللام : حرف يجر الظاهر والمضمر ، ويقع أصليّا وزائدا. ويؤدى عدة معان قد تجاوز العشرين.
١ ـ انتهاء الغاية (١) (أى : الدلالة على أن المعنى قبل اللام ينتهى وينقطع بوصوله إلى الاسم المجرور بها). نحو : صمت شهر رمضان لآخره ، وقرأت الكتاب لخاتمته .. واستعمالها فى هذا المعنى قليل بالنسبة لباقى معانيها ، ولكنه ـ مثل كل معانيها المختلفة ـ قياسىّ (كما سبق).
٢ ـ الملك ؛ وتقع بين ذاتين ، الثانية منهما هى التى تملك حقيقة ، نحو : المنزل لمحمود ، وهذا المعنى أكثر استعمالاتها.
٣ ـ شبه الملك ؛ وتقع إما بين ذاتين ، الثانية منهما لا تملك ملكا حقيقيّا ؛ وإنما تختص بالأولى ، وتقتصر الأولى عليها ، دون تملّك حقيقى من إحداهما للأخرى ؛ نحو : السرج للحصان ـ المفتاح للباب ـ الباب للبيت ، وإما قبلهما نحو : للصديق ولد نبيه ، حيث تقدمت «اللام» على الذاتين ... وإما بين معنى وذات ؛ نحو الحمد للأمهات ، والشكر للوالدين ... وتسمى هذه اللام بصورها الثلاثة : لام الاستحقاق ، أو : لام الاختصاص.
٤ ـ الدلالة على التمليك ؛ نحو : جعلت للمحتاج عطاء ثابتا. فالعطاء الذى يأخذه المحتاج يصير ملكا له ، يتصرف فيه تصرف المالك الحر كما يشاء.
٥ ـ الدلالة على شبه التمليك ؛ نحو : جعلت لك أعوانا من أبنائك البررة ، فالأعوان هنا بمنزلة الشىء المملوك ، ولكنه ليس ملكا حقيقيّا تقع عليه التصرفات المختلفة ، وإنما يشبهه من بعض الوجوه دون بعض.
٦ ـ الدلالة على النسب ؛ نحو : لفلان أب يقول الحق ، ويفعل الخير. أى : ينتسب فلان لأب (٢) ...
__________________
(١) فهذا الحرف مثل : «إلى» فى هذا المعنى الذى سبق إيضاحه فى رقم ١ من هامش ٤٢٦ وفى رقم ٢ من هامش ص ٤٣٣ ، ومثل «حتى» فيه ، وسيجىء الكلام عليها. فى ص ٤٤٥ والثلاثة مشتركة فى هذا المعنى دون بقية حروف الجر ، ـ كما قلنا ـ.
(٢) الحق أن المعانى الثلاثة الأخيرة (التمليك ـ شبهه ـ النسب) متقاربة ، ويمكن الاستغناء عنها بعد إلحاقها بحروف أخرى. ولكنها مع اللام أوضح ؛ فنسبت إليها. ولقد قيل : إن كل معنى من المعانى الثلاثة يستفاد من الجملة كلها ، لا من اللام وحدها وهذا صحيح. وقد أجابوا بأن فهم هذا المعنى من التركيب متوقف على «اللام» فنسب إليها.